النصر يجدد للدون ويتخلى عن بيولي مقابل رقم فلكي وتسريبات تكشف حجم الثروة التي سيحصل عليها مدرب النصر عند رحيله

في خطوة أثارت الكثير من التساؤلات في الأوساط الرياضية، أنهى المدرب الإيطالي المعروف ستيفانو بيولي مسيرته مع نادي النصر السعودي، بعد فترة قصيرة لم تثمر عن النتائج المرجوة رغم التطلعات الكبيرة التي رافقت قدومه إلى الدوري السعودي.

النصر يجدد للدون ويتخلى عن بيولي مقابل رقم فلكي 

المدرب المخضرم، الذي سبق له قيادة أندية كبيرة مثل ميلان ولاتسيو، لم يتمكن من التكيّف الكامل مع الأجواء التنافسية في دوري روشن، في وقت كان فيه النادي يطمح لتحقيق إنجازات قارية ومحلية على مستوى عالي.

راتب فلكي في المملكة

بحسب ما أوردته صحيفة "لاجازيتا ديلو سبورت" الإيطالية، فإن بيولي كان يتقاضى خلال فترة عمله مع النصر راتب سنوي ضخم بلغ 12 مليون يورو، وهو ما يضعه ضمن قائمة المدربين الأعلى أجر عالمي خلال تلك الفترة.

ومع ذلك، أقدم بيولي على اتخاذ قرار يعد جريئ في عالم الاحتراف، حيث وافق على تخفيض راتبه بنسبة كبيرة من أجل العودة إلى الدوري الإيطالي، إذ سيكتفي براتب لا يتجاوز 3 ملايين يورو سنويا مع نادي فيورنتينا، أي ما يعادل ربع ما كان يتقاضاه في السعودية.

العودة إلى الجذور

يبدو أن قرار بيولي لم يكن مدفوع فقط بالعوامل المادية، بل جاء بناء على رغبة فنية وشخصية في العودة إلى أجواء المنافسة في الدوري الإيطالي، حيث يجد نفسه أقرب إلى الثقافة التكتيكية والأجواء التدريبية التي نشأ وتكوّن فيها كمدرب.

اختياره لنادي فيورنتينا لم يكن عشوائي، بل يعكس توجه نحو بناء مشروع رياضي طويل المدى، يعيد من خلاله الفريق البنفسجي إلى المنافسة القوية محلي وأوروبي، لا سيما بعد سنوات من الغياب عن الألقاب والإنجازات.

أسباب مغادرة النصر

تشير مصادر مقربة من إدارة نادي النصر إلى أن أسباب مغادرة بيولي تعود إلى تباين واضح بين تطلعات الإدارة وطريقة عمل المدرب، إذ لم تترجم الطموحات الكبرى على أرض الواقع بنتائج مرضية، في وقت كان فيه جمهور الفريق يتوق لبطولات تعيد بريق العالمي في المحافل القارية.

الإدارة كانت تسعى إلى حصد البطولات السريعة عبر مدرب جاهز وذو خبرة، بينما بدا بيولي أكثر ميل إلى مشروع تدريبي تدريجي طويل الأمد، وهو ما أدى إلى اختلاف في الرؤى والأهداف وانتهى بفك الارتباط بالتراضي.

من بيئة تنافسية مالية إلى تجربة هوية كروية

المفارقة المثيرة تكمن في أن بيولي انتقل من بيئة رياضية تتمتع بأعلى مستويات الدعم المالي في المملكة، إلى تجربة تعتمد على بناء هوية تكتيكية واستراتيجية مع نادي إيطالي لا يمتلك نفس القوة المالية، لكنه يتمتع بتاريخ عريق وطموحات مستقبلية.

هذا التحول يعكس بوضوح أن المعيار الأهم لدى المدرب في هذه المرحلة لم يكن المال، بل الطموح الفني والانتماء الرياضي، وهو ما يميز المدربين أصحاب الرؤى الواضحة، القادرين على التضحية بالحوافز المالية لصالح مشروع رياضي يلامس قناعاتهم.

هل يستعيد بيولي توهجه مع الفيولا؟

تترقب الجماهير الإيطالية، ولا سيما أنصار نادي فيورنتينا، ما سيقدمه بيولي في تجربته الجديدة، حيث يتوقع أن يقود مشروع يعيد ترتيب أوراق الفريق، ويركز على تنمية المواهب، وخلق منظومة فنية متكاملة ترتكز على فلسفته المعروفة بالانضباط والتنظيم الدفاعي القوي مع مرونة هجومية متقدمة.

وإذا نجح بيولي في ترجمة أفكاره على أرض الملعب، فقد يعيد للفريق ألقه القديم، ويمنح نفسه فرصة جديدة لإثبات أنه لا يزال أحد أهم الأسماء التدريبية في الكرة الإيطالية.