أصغر لاعب في الهلال يغير مصير إنزاغي ويجبره على القرار الصعب

أصغر لاعب في الهلال يغير مصير إنزاغي ويجبره على القرار الصعب
  • آخر تحديث

يعيش المدرب الإيطالي سيموني إنزاغي، المدير الفني لنادي الهلال السعودي، مرحلة حساسة من الموسم قد تحدد مستقبل الفريق بالكامل في البطولات المحلية والقارية.

أصغر لاعب في الهلال يغير مصير إنزاغي ويجبره على القرار الصعب

المدرب القادم من تجربة ناجحة مع إنتر ميلان الإيطالي في الصيف الماضي، يجد نفسه اليوم أمام قرار مصيري يصعب اتخاذه، إذ يتوجب عليه المفاضلة بين نجوم كبار لتحديد من سيُدرج في القائمة المحلية ومن سيقتصر ظهوره على المنافسات القارية.

القرار الذي ينتظره إنزاغي لا يتعلق فقط بالجوانب الفنية، بل يمتد ليشمل التوازن داخل الفريق، واستمرار الانسجام بين خطوطه، والقدرة على مواجهة ضغط الجماهير التي تترقب كل خطوة من خطوات الجهاز الفني.

منذ توليه قيادة الهلال في يونيو الماضي، استطاع إنزاغي أن يترك بصمته سريعا من خلال تطوير الأداء الجماعي وقيادة الفريق إلى ربع نهائي كأس العالم للأندية في الولايات المتحدة.

ومع ذلك، فإن النجاح الذي تحقق حتى الآن لا يمنع من وجود تحديات معقدة، أبرزها ملف اللاعبين الأجانب وعددهم المحدود في القوائم المحلية، وهو ما يجعل المدرب مضطر لاتخاذ قرارات صعبة قد تحدث جدل واسع داخل الوسط الرياضي.

مأزق القيد المحلي وعودة كانسيلو

تفاقمت حيرة إنزاغي بعد عودة الظهير البرتغالي جواو كانسيلو من الإصابة التي أبعدته عن الملاعب لأسابيع طويلة.

كان الهلال قد قرر في وقت سابق استبعاد اللاعب من القائمة المحلية والاكتفاء بقيده آسيوي، لكن عودته الآن فرضت واقع جديد، خصوصاً في ظل حاجة الفريق إلى ظهير أيمن بمواصفاته بعد معاناة هذا المركز خلال فترة غيابه.

وبينما يرى البعض أن إدراج كانسيلو محليا أصبح ضرورة فنية لا يمكن تجاوزها، فإن القرار ليس بهذه السهولة، لأن إضافة اسم اللاعب البرتغالي تعني بالضرورة استبعاد أحد النجوم الأجانب الآخرين من القائمة المحلية، وهو ما يجعل المدرب أمام معادلة صعبة تتطلب موازنة دقيقة بين الجاهزية والانسجام وأهمية كل لاعب في منظومة الفريق.

ماركوس ليوناردو يفرض نفسه بالأرقام

من الأسماء التي يصعب المساس بها في التشكيلة الهلالية النجم البرازيلي ماركوس ليوناردو، الذي خطف الأضواء بأدائه المميز منذ انطلاق الموسم. اللاعب أثبت قدرته على التأقلم السريع مع أسلوب إنزاغي، وأصبح أحد أهم مفاتيح اللعب الهجومية.

سجل ليوناردو خمسة أهداف في ثلاث مباريات ضمن دوري روشن السعودي، وأحرز هدف في بطولة كأس الملك، إلى جانب هدف آخر في دوري أبطال آسيا للنخبة، ليصبح رقم ثابت في الحسابات الفنية.

نجاح ليوناردو جعل فكرة استبعاده من القائمة المحلية أمر شبه مستحيل، خصوصا أن إنزاغي يعتمد عليه في أكثر من مركز هجومي، ويعتبره من اللاعبين القادرين على صناعة الفارق في اللحظات الحاسمة.

ولهذا، فإن أي قرار يمس وجوده سيكون مغامرة كبيرة من المدرب الإيطالي في ظل التحديات التي تنتظر الفريق.

داروين نونيز صفقة لا يمكن المساس بها

تتجه الأنظار أيضا إلى المهاجم الأوروغوياني داروين نونيز، القادم من ليفربول الإنجليزي في صفقة ضخمة حظيت باهتمام عالمي.

اللاعب الذي يبلغ من العمر 26 عام قدم بداية قوية مع الهلال، حيث سجل ثلاثة أهداف وصنع هدفين في خمس مباريات ضمن الدوري السعودي، كما أضاف هدف مهماً في البطولة الآسيوية.

إبعاده من القائمة المحلية يبدو خيار غير واقعي في ظل التكاليف المالية الكبيرة التي تحملها النادي لإتمام الصفقة، إضافة إلى قيمته الفنية العالية، ما يجعل بقاءه أساسي في الفريق أمر متوقع.

هذا الوضع يزيد من تعقيد مهمة إنزاغي، الذي سيضطر للبحث عن بديل آخر يمكن التضحية به دون أن يتأثر الأداء العام للفريق.

أزمة كانسيلو بين الطموح والغضب

عودة كانسيلو إلى الجاهزية لم تقتصر على الجانب الفني فحسب، بل حملت معها أيضا أزمة محتملة في العلاقة بين اللاعب والإدارة.

التقارير تشير إلى أن النجم البرتغالي أبدى امتعاضه من بقائه خارج القائمة المحلية ولوح بإمكانية فسخ عقده إذا لم تتم معالجة الموقف.

وفي ظل غياب ظهير أيمن بنفس كفاءته، أصبح إنزاغي مطالب بإيجاد حل سريع يرضي جميع الأطراف ويحافظ على استقرار الفريق.

استمرار استبعاد كانسيلو يعني خسارة عنصر أساسي في الجبهة اليمنى، بينما إعادته إلى القائمة المحلية تفرض على الجهاز الفني التضحية باسم أجنبي آخر.

القرار المنتظر لن يكون عادي، لأنه قد يرسم ملامح ما تبقى من الموسم ويحدد مسار الهلال في البطولات الكبرى التي يشارك فيها.

مستقبل الهلال على المحك

الأيام القليلة المقبلة ستكون حاسمة في مسيرة الفريق، إذ سيعلن إنزاغي عن قراره النهائي بعد مشاورات مكثفة مع الجهاز الإداري والفني.

أي خيار سيتخذه سيترك أثره المباشر على نتائج الهلال في الفترة القادمة، سواء في الدوري المحلي أو في دوري أبطال آسيا، خاصة أن النادي يعيش واحدة من أكثر المراحل تنافسية في تاريخه الحديث.

وفي ظل هذا الزخم، يبقى السؤال الذي يشغل الجماهير: من هو اللاعب الذي سيضحى به من أجل عودة كانسيلو؟ الإجابة ستكشف قريبا، لكن المؤكد أن القرار، أيا كان، سيحمل معه ضغوط كبيرة على المدرب إنزاغي، الذي يعيش واحدة من أكثر فتراته تعقيد منذ وصوله إلى الرياض.