السعودية تستعد لتطبيق قرار تاريخي حول زواج المسيار

السعودية تستعد لتطبيق قرار تاريخي حول زواج المسيار
  • آخر تحديث

تستعد المملكة العربية السعودية لتطبيق تنظيم جديد يعتبر الأول من نوعه بشأن زواج المسيار، وذلك في خطوة تهدف إلى ضبط هذا النوع من الزواج شرعي وقانوني وضمان حفظ حقوق الزوجين.

السعودية تستعد لتطبيق قرار تاريخي حول زواج المسيار

يأتي القرار المرتقب ضمن حزمة من الإصلاحات الاجتماعية والقانونية التي تقودها الجهات المختصة بالتعاون مع هيئة كبار العلماء ووزارة العدل، وسط نقاش واسع في الأوساط الشرعية والاجتماعية حول تنظيم العلاقة الزوجية وفق ضوابط واضحة تتماشى مع أحكام الشريعة الإسلامية وتحقق الاستقرار الأسري.

تنظيم جديد لحفظ الحقوق

وبحسب ما كشفت عنه مصادر مطلعة، تعمل وزارة العدل بالتنسيق مع هيئة كبار العلماء على إعداد لائحة تنظم زواج المسيار وتلزم بتوثيقه إلكترونيا عبر المنصة الوطنية للزواج، بحيث يصبح عقد الزواج وثيقة رسمية معترف بها أمام الجهات القضائية والإدارية.

ويهدف هذا الإجراء إلى وضع حد لحالات النزاع أو الإنكار التي كانت تثار في بعض القضايا بسبب عدم وجود توثيق رسمي للعقد.

ومن المقرر أن تتضمن اللائحة الجديدة ضوابط شرعية واضحة، منها اشتراط توافر جميع أركان الزواج الشرعي من رضا الطرفين، ووجود الولي، وحضور الشهود، ودفع المهر، إضافة إلى تسجيل العقد في النظام الإلكتروني المعتمد لضمان الشفافية وتوثيق الحقوق.

موقف هيئة كبار العلماء

وفي بيان حديث نشرته وكالة الأنباء السعودية، أكدت هيئة كبار العلماء أن زواج المسيار عقد شرعي مكتمل الأركان إذا استوفى شروط الزواج المعروفة، مشددة على أنه لا يختلف في الأصل عن الزواج الشرعي المعتاد، إلا في تنازل أحد الطرفين عن بعض الحقوق مثل السكن أو النفقة.

وأوضحت الهيئة أن مثل هذا الزواج جائز من حيث الأصل، ما دام لا يتضمن مخالفة لأحكام الشريعة، غير أن توثيقه بات أمر ضروري لحفظ الحقوق ومنع استغلال هذا النوع من الزواج بطرق غير مشروعة.

كما شددت الهيئة على أن الهدف من التوثيق هو ضمان العدل بين الطرفين وحماية المرأة والأطفال من أي تبعات قانونية أو اجتماعية سلبية، مؤكدة أن الجهات المختصة ستتابع تطبيق القرار لضمان التزام الجميع به.

أبعاد اجتماعية وتشريعية

ويرى خبراء في الشأن الاجتماعي أن الخطوة السعودية تمثل تحول مهم في التعامل مع زواج المسيار، إذ تسعى الدولة إلى سد الثغرات القانونية والاجتماعية التي أفرزها هذا النوع من الزواج في السنوات الماضية.

فالكثير من حالات الانفصال أو النزاع حول النسب والنفقة كانت نتيجة عدم وجود توثيق رسمي، ما جعل الأمر عرضة للاجتهادات الفردية.

ويشير مختصون إلى أن التنظيم الجديد سيحد من حالات الاستغلال أو التلاعب بالعقود، وسيساهم في رفع مستوى الوعي المجتمعي بأهمية التوثيق القانوني للزواج، خصوصا في ظل التحول الرقمي الذي تشهده المملكة في جميع القطاعات الحكومية.

وأكدت مصادر في وزارة العدل أن القرار لا يتضمن فرض عقوبات على من يعقد زواج المسيار وفق الشروط الشرعية، لكنه يشدد على إلزامية التوثيق الإلكتروني للعقد لتفادي أي نزاعات مستقبلية.

كما سيوفر النظام الجديد خدمات إلكترونية تتيح للأطراف التحقق من صحة العقد ومتابعة جميع الإجراءات بسهولة.

ويتوقع أن يعلن عن بدء تطبيق التنظيم الجديد رسميا قبل نهاية عام 2025، ليكون بذلك خطوة تاريخية في مسيرة تطوير الأنظمة الأسرية بالمملكة، بما يعزز الشفافية والعدالة ويواكب تطلعات المجتمع السعودي نحو حياة أسرية مستقرة ومبنية على أسس شرعية راسخة.

المصادر