هل السيارات الكهربائية والهايبرد تناسب جو السعودية؟ الأرقام والإحصائيات تكشف مفاجأة

هل السيارات الكهربائية والهايبرد تناسب جو السعودية
  • آخر تحديث

تثير مسألة ملاءمة السيارات الكهربائية والهجينة (الهايبرد) للظروف المناخية في المملكة العربية السعودية جدل واسع بين المستهلكين، خصوصا مع ارتفاع درجات الحرارة التي تتجاوز في بعض المناطق 50 درجة مئوية في فصل الصيف.

هل السيارات الكهربائية والهايبرد تناسب جو السعودية

ومع التوسع الحكومي في تشجيع التحول نحو المركبات المستدامة، بدأت دراسات وإحصاءات جديدة تكشف عن مدى قدرة هذه السيارات على الأداء بكفاءة في مناخ المملكة القاسي، وسط مفاجآت في الأرقام المتعلقة بالاعتمادية واستهلاك الطاقة.

أداء السيارات الكهربائية في المناخ الحار

أظهرت نتائج تقارير فنية حديثة صادرة عن شركات تصنيع عالمية وتجارب محلية في الرياض وجدة والدمام أن السيارات الكهربائية الحديثة أظهرت قدرة متزايدة على التكيف مع الأجواء الحارة بفضل أنظمة التبريد المتطورة التي تم تطويرها خصيصا للبطاريات.

وتشير البيانات إلى أن الانخفاض في كفاءة البطارية في درجات الحرارة المرتفعة لا يتجاوز 5 إلى 8 بالمئة في الموديلات الحديثة، مقارنة بانخفاض يصل إلى 15 بالمئة في الطرازات القديمة.

كما أن معظم الشركات المنتجة، مثل تسلا وبي واي دي ومرسيدس EQ، قامت بتزويد سياراتها بأنظمة إدارة حرارية ذكية تبقي حرارة البطارية ضمن النطاق الآمن، حتى أثناء التشغيل الطويل أو الشحن السريع.

تجربة المستخدمين في السعودية

تشير تقارير صادرة عن هيئة المواصفات والمقاييس والجودة إلى أن عدد السيارات الكهربائية المسجلة في المملكة تجاوز 35 ألف مركبة بنهاية 2024، بزيادة تقارب 50 بالمئة عن العام السابق.

وأفاد معظم المستخدمين في استبيان أجري مؤخرا بأن أداء السيارات الكهربائية ظل مستقر خلال الصيف، مع انخفاض طفيف في المدى المقطوع بالشحنة الواحدة بنسبة تتراوح بين 7 إلى 10 بالمئة في الأيام شديدة الحرارة.

وذكروا أن أكبر التحديات تكمن في وفرة محطات الشحن السريع في الطرق الطويلة، وليس في تأثر الأداء نفسه بالحرارة.

السيارات الهايبرد بين الكفاءة والتوازن

أما السيارات الهجينة فقد أثبتت تفوقها في بيئة المملكة بفضل اعتمادها على نظام مزدوج يجمع بين محرك البنزين والمولد الكهربائي.

وتظهر بيانات المبيعات أن الطلب على السيارات الهايبرد من طرازات تويوتا وكيا وهيونداي يشهد نمو متسارع في السوق السعودي، إذ تمثل حاليا نحو 22 بالمئة من إجمالي السيارات الجديدة المباعة.

ويعزى ذلك إلى كفاءتها العالية في استهلاك الوقود بنسبة تصل إلى 35 بالمئة مقارنة بالسيارات التقليدية، إلى جانب قدرتها على العمل بكفاءة دون التأثر الكبير بدرجات الحرارة العالية.

التحديات التقنية والبنية التحتية

رغم التطور الكبير في تقنيات السيارات الكهربائية، إلا أن الخبراء يؤكدون أن المناخ الحار لا يزال يمثل تحدي في حال سوء الصيانة أو استخدام مركبات غير مصممة للأسواق الخليجية.

فالبطاريات تحتاج إلى نظام تبريد سائل مخصص، وأي خلل في هذا النظام قد يؤدي إلى ارتفاع الحرارة وتراجع الأداء.

كما أن كثافة الغبار والرطوبة في بعض مناطق المملكة تتطلب صيانة دورية للمكونات الإلكترونية لضمان طول عمر السيارة. وتعمل الجهات المختصة على وضع معايير استيراد خاصة للسيارات الكهربائية لتلائم طبيعة المناخ المحلي.

مبادرات المملكة لدعم المركبات الكهربائية

في إطار رؤية السعودية 2030، أعلنت وزارة الطاقة والهيئة السعودية للمواصفات عن خطط لتوسيع شبكة محطات الشحن إلى أكثر من 1200 محطة بحلول عام 2026، تغطي المدن الرئيسة والمناطق الساحلية.

كما أطلقت شركة "سير" السعودية أول علامة محلية لتصنيع السيارات الكهربائية، بالتعاون مع مجموعة لوسيد الأمريكية، لتكون أول تجربة إنتاج محلية بالكامل في المنطقة، وتؤكد هذه الخطوات على التوجه الجاد نحو مستقبل نقل مستدام وصديق للبيئة.

الأرقام تكشف المفاجأة

تظهر الإحصاءات أن السيارات الكهربائية تحقق أداء مستقر حتى في درجات حرارة تتجاوز 45 درجة مئوية، شرط أن تكون مجهزة بأنظمة تبريد مناسبة.

كما سجلت السيارات الهايبرد نسب رضا مرتفعة بين المستخدمين بلغت 92 بالمئة في استبيان هيئة النقل العامة، مما يجعلها خيار مثالي للانتقال نحو الطاقة النظيفة دون التضحية بالاعتمادية أو الأداء.

تؤكد البيانات أن السيارات الكهربائية والهايبرد لم تعد تعاني من مشاكل كبيرة مع حرارة المملكة كما كان في الماضي.

بل على العكس، أثبتت التجارب أن التكنولوجيا الحديثة قادرة على مواجهة الظروف المناخية القاسية بكفاءة عالية.

ومع التوسع في البنية التحتية ودعم الدولة للمركبات النظيفة، يتوقع أن يشهد السوق السعودي خلال السنوات المقبلة طفرة في مبيعات السيارات الكهربائية والهجينة، لتصبح خيار رئيسي لمستقبل النقل في المملكة.

المصادر