السعودية تعلن عن مشروع كبير وسط المدينة المنورة سيغير شكلها ويثير جدل واسع

السعودية تعلن عن مشروع كبير وسط المدينة المنورة سيغير شكلها ويثير جدل واسع
  • آخر تحديث

في قلب المدينة المنورة، حيث يلتقي التاريخ بالحداثة، يتجسد مشروع "وسط المدينة" كتحفة عمرانية فريدة تمزج بين روح المكان وقدسية التاريخ ورؤية التطوير المستقبلي.

السعودية تعلن عن مشروع كبير وسط المدينة المنورة سيغير شكلها ويثير جدل واسع 

هذا المشروع لا يعد مجرد وجهة عمرانية جديدة، بل هو تجربة حضرية متكاملة تعيد تعريف مفهوم الحياة في المدينة المنورة، ليصبح نموذج يجمع بين الجمال العمراني والوظيفة الاجتماعية والثقافية والاقتصادية في آن واحد.

رؤية المشروع ومعناه الحضري

يهدف مشروع "وسط المدينة" إلى خلق بيئة نابضة بالحياة تعكس أصالة المدينة المنورة وتستحضر قيمها التاريخية في قالب عمراني حديث.

فهو ليس مشروع تجاري فحسب، بل منظومة متكاملة تهدف إلى تعزيز جودة الحياة ودعم الأنشطة الثقافية والسياحية، مع المحافظة على الطابع الروحي المميز للمدينة.

المشروع يفتح آفاق جديدة أمام الزوار والسكان للاستمتاع بتجارب حضرية مستوحاة من الموروث المحلي، تجمع بين الأصالة والابتكار، وتعيد صياغة العلاقة بين الإنسان والمكان بطريقة عصرية.

الموقع وأهميته التاريخية

يقام المشروع بجوار مسجد القبلتين، أحد أبرز المعالم الإسلامية في المدينة المنورة، حيث شهد هذا الموقع الحدث التاريخي العظيم لتغيير القبلة في صدر الإسلام.

ويعد هذا الاختيار للموقع دلالة رمزية عميقة، تربط الماضي بالحاضر وتمنح المشروع هوية خاصة تميزها القداسة التاريخية عن أي مشروع آخر.

بذلك، يتحول "وسط المدينة" إلى مساحة حية تعيد سرد التاريخ الإسلامي بأسلوب عمراني وتجريبي معاصر يلامس وجدان الزوار.

التصميم والهوية المعمارية

استلهمت تفاصيل التصميم من البيئة الطبيعية والعمرانية التي تميز المدينة المنورة، ولا سيما من وادي العقيق والمناطق المحيطة بمسجد القبلتين.

تتجلى هذه الروح في استخدام الحجارة المحلية والنخيل والعناصر النباتية في التكوين الجمالي للمشروع، لتنعكس روح المكان في كل زاوية.

التصميم المعماري يوازن بين الحداثة والتراث، حيث تمتزج الخطوط الهندسية البسيطة مع الملامح التقليدية التي تعبر عن الدفء الاجتماعي والألفة التي تميز المجتمع المدني.

هذه الفلسفة التصميمية تهدف إلى أن يشعر الزائر بأنه يسير في ممرات تحكي قصة المدينة، لا مجرد مشروع عمراني جامد.

التجارب التفاعلية والأنشطة الثقافية

يحتوي المشروع على مجموعة من الأركان والمعارض التفاعلية التي تقدم تجارب مدينية أصيلة تنبض بروح المدينة، من بين أبرز هذه التجارب:

  • تجربة الشاي المديني التي تستعرض أسلوب الضيافة التقليدية.
  • معرض "خيرات مزارع المدينة" الذي يبرز تنوع المنتجات الزراعية المحلية مثل النخيل والعجوة.
  • قسم "ابتكارات العجوة" الذي يعرض التطور الصناعي والغذائي المستوحى من هذا المنتج الرمزي.
  • تجربة تعريفية بعنوان "لماذا سمي بالقبلتين" تسرد للزوار قصة الموقع التاريخية بأسلوب حديث يجمع بين المعلومات والتقنيات البصرية.

الوجهة الاجتماعية والاقتصادية

يشكل "وسط المدينة" مركز حضري متكامل يحتوي على مساحات مخصصة للعائلات والزوار، ومقاهي ومطاعم تجمع بين الطابع المحلي والعالمي.

كما يتيح فرص واعدة لرواد الأعمال من أبناء المدينة من خلال توفير مساحات تجارية مبتكرة تعزز النشاط الاقتصادي المحلي.

وبذلك، يحقق المشروع توازن بين الجمال العمراني والتنمية الاقتصادية، في انسجام تام مع متطلبات الحياة العصرية.

إشراف وتنفيذ المشروع

يأتي تنفيذ المشروع تحت إشراف هيئة تطوير منطقة المدينة المنورة، التي تسعى من خلاله إلى تحقيق أهداف استراتيجية ضمن رؤية المملكة 2030، عبر تعزيز جودة الحياة وإحياء الهوية العمرانية الأصيلة للمدينة.

المشروع يمثل نموذج حي للمدن التي تبنى بروحها لا بجدرانها، حيث يمتزج التاريخ بالابتكار ليشكل لوحة حضرية تعكس مكانة المدينة المنورة كقلب نابض للثقافة والإنسانية والروحانية.