رسمياً: السعودية تودع شركة النقل الجماعي السعودي سابتكو

السعودية تودع شركة النقل الجماعي السعودي سابتكو
  • آخر تحديث

أعلنت الجهات المختصة في المملكة العربية السعودية عن بدء تنفيذ خطة إعادة هيكلة شاملة لشركة النقل الجماعي السعودي “سابتكو”، وذلك بعد أكثر من أربعة عقود من الخدمة في قطاع النقل العام بالمملكة.

السعودية تودع شركة النقل الجماعي السعودي سابتكو

ويأتي القرار إيذان بمرحلة جديدة من التطوير تهدف إلى رفع كفاءة خدمات النقل الداخلي والخارجي، وتأسيس شراكة استراتيجية مع شركة “السا” الإسبانية، إحدى أكبر الشركات الأوروبية في مجال النقل العام.

تأسست شركة “سابتكو” في عام 1979 كأول شركة وطنية متخصصة في النقل الجماعي داخل المدن وبين مناطق المملكة، إضافة إلى خدمات النقل الدولي.

وعلى مدار أكثر من 45 عام، كانت حافلات سابتكو رمز للحركة بين المدن السعودية، إذ نقلت ملايين الركاب سنويا، وساهمت في ربط المناطق الحضرية والريفية بشبكة نقل موثوقة.

إلا أن التطورات المتسارعة في قطاع النقل وتوجه المملكة نحو التحول الرقمي والاستدامة جعل من الضروري إعادة هيكلة الشركة لمواكبة متطلبات المرحلة القادمة.

تفاصيل خطة إعادة الهيكلة

تشمل خطة إعادة الهيكلة تحويل عمليات سابتكو الحالية إلى نموذج تشغيلي جديد بالتعاون مع شركة “السا” الإسبانية، التي تمتلك خبرة تمتد لأكثر من 100 عام في تشغيل أنظمة النقل الذكي في أوروبا وأمريكا اللاتينية.

ووفقا للمصادر، ستتولى الشركة الجديدة تطوير منظومة النقل الجماعي في المدن الكبرى مثل الرياض وجدة والدمام، مع إدخال تقنيات متقدمة تعتمد على الذكاء الاصطناعي وأنظمة تتبع المركبات في الوقت الفعلي.

كما تهدف الخطة إلى تحسين جودة الخدمة وتحديث أسطول الحافلات من خلال إدخال حافلات كهربائية وصديقة للبيئة تعمل بالطاقة النظيفة، بما يتوافق مع أهداف رؤية السعودية 2030 في تقليل الانبعاثات الكربونية وتعزيز الاستدامة البيئية.

شراكة سعودية إسبانية لتعزيز النقل العام

أوضحت وزارة النقل والخدمات اللوجستية أن الشراكة مع شركة “السا” تأتي ضمن سلسلة من المبادرات الهادفة إلى تطوير النقل العام وجعله خيار رئيسي للمواطنين والمقيمين.

وسيتم التركيز على بناء نظام نقل متكامل يربط المدن والمناطق الحضرية بشبكات حديثة من الحافلات الذكية والمواصلات متعددة الوسائط.

ومن المتوقع أن تسهم هذه الشراكة في نقل الخبرات التقنية والإدارية إلى السوق السعودي، وتعزيز تنافسية القطاع ورفع كفاءة التشغيل.

التغييرات الإدارية والمالية

تتضمن خطة التحول إعادة هيكلة مجلس إدارة الشركة وتشكيل إدارة تنفيذية جديدة تضم كوادر وطنية وخبراء من شركة “السا”.

كما سيتم دمج بعض الإدارات التشغيلية وتحديث أنظمة الصيانة والخدمة الميدانية، مع اعتماد نموذج جديد للتذاكر الإلكترونية والحجوزات الرقمية.

ويهدف هذا التغيير إلى تحسين تجربة الركاب وضمان دقة المواعيد وخفض تكاليف التشغيل بنسبة تصل إلى 25 بالمئة خلال السنوات الثلاث الأولى من الشراكة.

تأتي إعادة هيكلة “سابتكو” في وقت تشهد فيه المملكة تحولات كبيرة في قطاع النقل، حيث يجري تنفيذ مشاريع ضخمة مثل شبكة النقل العام في الرياض ومكة، ومشاريع الباص السريع في المدينة المنورة وجدة.

وتعمل الجهات المعنية على تحقيق التكامل بين مختلف وسائل النقل العامة لجعلها أكثر كفاءة واعتمادية، بما يساهم في خفض الاعتماد على السيارات الخاصة وتقليل الازدحام المروري في المدن الرئيسية.

مستقبل سابتكو بعد إعادة الهيكلة

بحسب الخطة الجديدة، سيعاد إطلاق الشركة بهوية تجارية جديدة تعكس تطلعات المرحلة المقبلة، على أن يتم دمج عمليات النقل بين المدن والنقل داخل المدن ضمن كيان موحد يدير شبكة حافلات متطورة تغطي معظم مناطق المملكة.

ومن المقرر أن تبدأ المرحلة الأولى من التنفيذ في النصف الأول من عام 2026، بعد الانتهاء من التقييم المالي والإداري الكامل للشركة الحالية.

يمثل هذا القرار نهاية حقبة تاريخية لسابتكو التي كانت ركيزة أساسية في منظومة النقل البري السعودي لعقود طويلة، وبداية لمرحلة جديدة من التحديث والاستثمار في البنية التحتية للنقل العام.

ويؤكد هذا التحول توجه المملكة نحو بناء نظام نقل مستدام وذكي يتماشى مع التطور الاقتصادي والسكاني، ويعزز جودة الحياة في المدن السعودية.

المصادر