بند واحد في الميزانية السعودية يستهلك أكثر من 40% من اجمالي الموازنة والمالية تكشف السبب

بند واحد في الميزانية السعودية يستهلك أكثر من 40% من اجمالي الموازنة
  • آخر تحديث

أظهرت بيانات رسمية حديثة صادرة عن وزارة المالية السعودية أن بند رواتب وبدلات موظفي الدولة استحوذ على النسبة الأكبر من مصروفات الميزانية العامة خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2025، حيث بلغت قيمته نحو 430.1 مليار ريال، ما يعادل 42.3% من إجمالي الإنفاق الحكومي في تلك الفترة.

بند واحد في الميزانية السعودية يستهلك أكثر من 40% من اجمالي الموازنة 

ويعكس هذا الرقم التزام الدولة المستمر بدعم الموظفين والقطاع العام، الذي يشكل أحد أعمدة الاقتصاد الوطني.

الرواتب والبدلات تمثل الحصة الأكبر

بحسب تقرير أداء الميزانية للربع الثالث من عام 2025، فإن بند الرواتب والبدلات ظل الأعلى بين بنود الإنفاق العام، وهو ما يعكس استمرار الجهود الحكومية لضمان استقرار سوق العمل وتحسين مستويات المعيشة للموظفين في القطاع العام.

وأوضحت وزارة المالية أن هذه النفقات تشمل رواتب العاملين في الوزارات والهيئات الحكومية والقطاعات الأمنية والعسكرية، بالإضافة إلى البدلات والمكافآت الدورية التي تصرف وفق لوائح الخدمة المدنية والعسكرية.

التوازن بين الإنفاق والكفاءة

وأكدت الوزارة أن ارتفاع نسبة الإنفاق على الرواتب لا يعني بالضرورة وجود خلل في إدارة الميزانية، بل يعكس توجهات الدولة نحو تعزيز الكفاءة التشغيلية للقطاع العام وضمان استمرار الخدمات الحكومية دون تأثر.

كما أشارت إلى أن برامج التوازن المالي والإصلاح الإداري مستمرة، وتهدف إلى رفع كفاءة الإنفاق العام وتحسين إنتاجية الموارد البشرية من خلال التحول الرقمي وتطوير بيئة العمل الحكومية.

القطاعات الخدمية في الصدارة

وفي التفاصيل الأخرى لتقرير الميزانية، تصدر قطاع الخدمات البلدية قائمة القطاعات الأعلى إنفاق من الميزانية المعتمدة له، إذ تجاوزت نسبة الصرف 104% خلال تسعة أشهر، متفوقًا على القطاعات الأخرى مثل التعليم والصحة والبنية التحتية.

ويعزى ذلك إلى زيادة المشاريع التنموية داخل المدن وتحسين الخدمات العامة، بما يتماشى مع أهداف رؤية السعودية 2030 في رفع جودة الحياة وتحسين المشهد الحضري.

أظهرت البيانات أن الإنفاق الحكومي خلال الربع الثالث من عام 2025 جاء منسجم مع التقديرات المعتمدة، حيث واصلت المالية السعودية تنفيذ خططها لخفض العجز وضبط الدين العام، بالتوازي مع مواصلة الإنفاق على المشاريع الاستراتيجية الكبرى.

وأكدت الوزارة أن الإنفاق يظل أداة رئيسية لتحفيز النمو الاقتصادي ودعم القطاعات الإنتاجية غير النفطية، في ظل استمرار جهود التنويع الاقتصادي وزيادة الإيرادات غير النفطية.

تواصل الحكومة السعودية تطبيق إصلاحات مالية وهيكلية تهدف إلى تحقيق كفاءة أكبر في إدارة الإنفاق العام، مع التركيز على تقليص المصروفات الجارية وزيادة الاستثمارات الرأسمالية في القطاعات الواعدة مثل التقنية والطاقة المتجددة والنقل.

كما تعمل وزارة المالية بالتنسيق مع مركز تحقيق كفاءة الإنفاق على مراجعة بنود الإنفاق الحكومي بشكل دوري لضمان توجيه الموارد نحو أولويات التنمية.

وبحسب مراقبين اقتصاديين، فإن محافظة بند الرواتب على هذه النسبة المرتفعة من الإنفاق تعكس اعتماد الاقتصاد المحلي على الإنفاق الحكومي كمحرك رئيسي للنشاط الاقتصادي.

ومع ذلك، تشير الاتجاهات المستقبلية إلى توجه تدريجي نحو ترشيد النفقات التشغيلية وتحفيز القطاع الخاص ليكون شريك أكبر في خلق الوظائف وتحقيق التنمية المستدامة.

المصادر