تبدء بعد ساعات… السعودية تعلن عن ظاهرة فلكية نادرة تحدث في سماء مكة بالتزامن مع بداية شهر ذو الحجة وفي عز الظهر

في يوم الثلاثاء المقبل، ستكون سماء مكة المكرمة على موعد مع حدث فلكي استثنائي، طالما أثار دهشة العلماء والمتابعين على حد سواء، حيث ستتعامد الشمس بشكل مباشر ودقيق على الكعبة المشرفة، في ظاهرة مهيبة تتكرر مرتين سنويا، وتحمل في طياتها دلالات علمية وروحانية بالغة الأهمية.

السعودية تعلن عن ظاهرة فلكية نادرة تحدث في سماء مكة بالتزامن مع بداية شهر ذو الحجة

بحسب ما أوضحته جمعية نور الفلك بمنطقة القصيم، فإن هذه الظاهرة الفريدة ستحدث تمام الساعة 12:18 ظهرا بتوقيت مكة المكرمة، أي وقت أذان الظهر تحديدا، حيث ستكون الشمس في موقعها العمودي تماما فوق الكعبة المشرفة، مما يؤدي إلى اختفاء ظل الكعبة بالكامل في لحظة دقيقة تستمر ثواني معدودة. 

هذا الحدث لا يترك ظل لأي جسم يقع مباشرة على سطح الكعبة، في مشهد لا يتكرر إلا في فترتين محددتين من العام.

لماذا يحدث هذا التعامد؟ 

يرتبط هذا التعامد السنوي بالحركة الظاهرية للشمس خلال تنقلها بين مدار السرطان ومدار الجدي على مدار السنة، وهي الظاهرة التي تشهدها الكرة الأرضية نتيجة ميل محور دوران الأرض حول نفسها أثناء دورانها حول الشمس.

وعندما تمر الشمس خلال هذه الرحلة على خط عرض مكة المكرمة (الذي يقع تقريبا على دائرة عرض 21.4 درجة شمال)، تصل الشمس إلى وضعية عمودية فوق الكعبة، محدثة ظاهرة التعامد التام.

أهمية الظاهرة في تحديد اتجاه القبلة بدقة مطلقة حول العالم

يشير رئيس جمعية نور الفلك، عيسى الغفيلي، إلى أن هذه الظاهرة تمثل فرصة ثمينة لتحديد اتجاه القبلة الصحيح في أي مكان على وجه الأرض، دون الحاجة لاستخدام أجهزة تحديد المواقع أو البوصلة أو التطبيقات الرقمية.

ففي لحظة التعامد، يمكن ببساطة لأي شخص حول العالم أن يقف في مواجهة اتجاه ظل أي جسم قائم عمودي، كعمود إنارة أو مئذنة مسجد، ويكون الاتجاه المعاكس لذلك الظل هو الاتجاه الدقيق للقبلة.

كيف تستفيد من الظاهرة؟ 

لمن يرغب في الاستفادة من هذه الظاهرة لتحديد القبلة في مدينته، يمكنه اتباع الخطوات التالية:

• في وقت الساعة 12:18 ظهرا بتوقيت مكة، راقب ظل أي جسم مستقيم، مثل عصا أو عمود أو مبنى.
• اجعل ظهرك موازي لاتجاه الظل تماما.
• الاتجاه الذي تقف في مواجهته سيكون هو اتجاه القبلة الصحيح تماما.

وتجدر الإشارة إلى أن هذه الطريقة تعد من أدق الطرق الطبيعية لتحديد القبلة، كونها تعتمد على الظاهرة الفلكية المباشرة المرتبطة بموقع الكعبة ذاته.

ظاهرة تدمج بين عظمة الكون وقدسية المكان

يبقى هذا الحدث الفلكي علامة من علامات التناغم بين النظام الكوني الدقيق الذي يسير وفق قوانين محكمة، وقدسية المكان الذي تم اختياره ليكون قبلة المسلمين، حيث تجتمع الدقة العلمية بجمال المشهد الروحي في لحظة واحدة.

مشهد الشمس فوق الكعبة، وزوال الظل عنها تماما، يذكر الإنسان بعظمة الخالق الذي خلق هذا الكون بنظام بالغ الإتقان، ووهب البشرية وسائل طبيعية للهداية في شؤونها الدينية والدنيوية على السواء.

موعدك مع السماء

للمهتمين بالفلك، وللمهتمين بالعلوم الدينية، وحتى لعامة الناس، فإن هذه الظاهرة تمثل فرصة نادرة للتأمل في نظام الخلق، وللاستفادة العلمية في تحديد القبلة، وللتمتع بمشهد سماوي يثير الانبهار والخشوع في آن واحد.

احرص على ملاحظة هذه اللحظة الفريدة، وسجل وقتها بدقة، وتعرف على اتجاه القبلة من خلال عين الشمس، لا من خلال الأدوات.