السعودية: نظام جديد لرصد المخالفات المرورية في الشوارع الرئيسية والفرعية أقوى من نظام ساهر والكشف عن المدن التي سيبدأ تطبيقه فيها

في إطار حرص المملكة العربية السعودية المستمر على تسخير أحدث الوسائل التقنية لخدمة ضيوف الرحمن، أعلنت وزارة الداخلية عن بدء تشغيل منظومة أمنية متقدمة في شوارع مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، تهدف إلى تعزيز الرقابة الميدانية وضبط المخالفات والتجاوزات خلال موسم الحج.

نظام جديد لرصد المخالفات المرورية في الشوارع الرئيسية والفرعية أقوى من نظام ساهر 

تشمل هذه المنظومة كاميرات حرارية وذكية قادرة على قراءة الوجوه وتحليل حركة الحشود بدقة متناهية، مما يعكس تحول نوعي في آليات الرقابة والسلامة العامة.

عيون رقمية ترصد كل تفصيلة

المنظومة الجديدة ليست مجرد كاميرات تقليدية تقوم بالتصوير والمراقبة، بل هي منظومة متكاملة تعتمد على الذكاء الاصطناعي وتقنيات التحليل اللحظي للبيانات، مما يجعلها قادرة على:

• قراءة ملامح الوجوه بشكل آلي.
• فهم أنماط حركة الحشود وتوجهاتهم.
• التنبؤ بمناطق الازدحام قبل حدوثها.
• رصد أي تحركات مريبة أو مخالفة للتعليمات.

إنها "عيون ذكية" تواكب كل لحظة، وتتفاعل مع كل حركة، لتمنح الأجهزة الأمنية قدرة غير مسبوقة على اتخاذ قرارات ميدانية دقيقة وسريعة.

الداخلية السعودية

أكدت وزارة الداخلية أن هذه الخطوة تأتي ضمن جهودها المتواصلة لضمان أمن وسلامة الحجاج، مشددة على أن استخدام هذه المنظومة الذكية هو جزء من استراتيجية شاملة لتحسين تجربة الحجاج وتيسير أدائهم للمناسك بروحانية وطمأنينة.

وتهدف هذه الجهود إلى تعزيز مستوى الانضباط، وضبط أي محاولات تسلل أو ارتكاب مخالفات، بما فيها الدخول إلى المشاعر دون تصريح رسمي، أو ارتكاب سلوكيات قد تعكر صفو الأجواء الإيمانية في مكة والمشاعر.

مميزات الكاميرات الحرارية المتطورة

تعد الكاميرات الحرارية من أبرز التقنيات التي دخلت على خط المراقبة الأمنية هذا العام، وهي تملك قدرات استثنائية تشمل:

• رصد حي ودقيق على مدار 24 ساعة دون انقطاع.
• قدرتها على العمل بكفاءة في مختلف الأحوال الجوية، سواء في الليل أو النهار، أو في وجود غبار وأمطار.
• إرسال بث مباشر لحظي إلى غرف التحكم والمراقبة المركزية.
• الاعتماد على خوارزميات الذكاء الاصطناعي لتحليل الصور والتقاط التفاصيل الدقيقة.
• دعم عمليات التدخل السريع والاستجابة الفورية لأي طارئ.

هذه الكاميرات ليست فقط وسيلة للرصد، بل أداة ذكية للمشاركة في القرار الأمني على الأرض.

تقنيات الذكاء الاصطناعي

من خلال دمج الذكاء الاصطناعي في منظومات الرقابة، استطاعت الوزارة أن تحقق نقلة نوعية في أسلوب الإدارة الميدانية خلال موسم الحج، وتشمل التقنيات المستخدمة:

• تحليل البيانات للتنبؤ بمناطق الازدحام.
• استخدام تطبيقات سريعة تقرأ تصاريح الحج في أجزاء من الثانية.
• مراكز تحكم تتابع كل ما يحدث على الأرض لحظة بلحظة، بزاوية رؤية شاملة.

الوزارة صرحت أن هذه المنظومات ليست مجرد مشاريع تقنية، بل هي "قصص نجاح رقمية" تكتب في كل زاوية من المشاعر المقدسة، وخلف كل مشهد أمني هناك تقنيات يقودها محترفون بخبرة عالية.

نحو موسم حج متكامل تقني وأمني

تجسد هذه الجهود المتقدمة التزام المملكة بتوفير أفضل مستويات الرعاية والأمن لضيوف الرحمن، وتؤكد أن التكنولوجيا باتت شريك أساسي في إدارة موسم الحج، ليس فقط لتسهيل الإجراءات، ولكن لضمان الطمأنينة الكاملة للحجاج أثناء تأدية شعائرهم.

ومع استمرار تطوير هذه المنظومات الذكية، تبدو المملكة مستعدة لاستقبال الأعداد المتزايدة من الحجاج، بخطط دقيقة وتقنيات فائقة، تجعل من موسم الحج تجربة روحانية آمنة بكل المقاييس.