مواقف الرياض: تعديل شامل في شروط وأسعار خدمة المواقف وأحياء جديدة ستصلها الخدمة قريباً

تشهد العاصمة الرياض تنفيذ واحد من أكبر المشاريع الحضرية الموجهة لتنظيم استخدام المواقف العامة والخاصة، في إطار مبادرة "مواقف الرياض" التي تهدف إلى إعادة هيكلة منظومة الوقوف في المدينة بأسلوب عصري يتوافق مع متطلبات التنمية الحضرية الحديثة.

تعديل شامل في شروط وأسعار خدمة المواقف وأحياء جديدة ستصلها الخدمة قريباً 

المشروع لا يقتصر على تنظيم أماكن الوقوف فقط، بل يمثل جزءًا من خطة شاملة لتحسين انسيابية الحركة المرورية، وتقليل الازدحام، ورفع مستوى جودة الحياة لسكان العاصمة وزوارها.

تفاصيل المرحلة الأولى من المشروع

تشمل المرحلة الأولى من المشروع أكثر من عشرين ألف موقف مدفوع مخصصة للشوارع التجارية الحيوية، إضافة إلى ما يزيد على ثلاثمئة ألف موقف مجاني داخل الأحياء السكنية المدارة، تم تصميمها بعناية لتلبية احتياجات السكان وضمان حقهم في استخدام المواقف داخل محيطهم السكني.

هذا التنظيم يسهم في الحد من ظاهرة تسرب المركبات من المناطق التجارية إلى الأحياء السكنية، ويقلل من الفوضى المرورية التي كانت تسبب ازدحام غير مبرر في بعض الشوارع.

المناطق المستهدفة في التغطية الأولى

تغطي المرحلة الأولى من "مواقف الرياض" مناطق رئيسية وحيوية في العاصمة، من بينها الورود، الرحمانية، المروج، السليمانية، وحي الملك فهد، على أن يتم التوسع التدريجي ليشمل بقية أحياء الرياض خلال المراحل التالية من المشروع، وفق خطة زمنية مدروسة تضمن التطبيق المتكامل دون التأثير على الحركة اليومية للسكان.

حلول تقنية متقدمة لخدمة المستخدمين

يرتكز نظام "مواقف الرياض" على بنية تقنية متطورة تهدف إلى جعل تجربة الوقوف أكثر سهولة وفاعلية.

فقد تم تجهيز الشوارع بأجهزة دفع إلكترونية صديقة للبيئة تعمل بالطاقة الشمسية، إلى جانب لوحات إرشادية ذكية تساعد السائقين على معرفة أماكن المواقف المتاحة.

كما أطلق تطبيق رقمي متكامل يمكن المستخدمين من دفع الرسوم إلكترونيا، وإصدار التصاريح السكنية المجانية بكل سهولة، سواء للمقيمين في المناطق المدارة أو لزوارهم.

ويتيح النظام كذلك فترة سماح مجانية لمدة 15 دقيقة في المواقف المدفوعة، لتسهيل إنجاز المهام السريعة دون تكبد رسوم.

تكامل مع مشروع المواقف خارج الشارع

يدعم مشروع "مواقف الرياض" مبادرة أخرى مكملة تعرف باسم "المواقف خارج الشارع"، والتي تهدف إلى زيادة الطاقة الاستيعابية للمواقف من خلال إنشاء مراكز تنقل آمنة وفعالة في المواقع الحيوية والمكتظة بالسكان.

هذه المراكز تعمل على تحسين توزيع المركبات وتخفيف الضغط عن الشوارع التجارية، بما يحقق تكامل بين المواقف المدفوعة والمجانية ويساعد في تحقيق الهدف الأوسع المتمثل في تحسين تجربة التنقل اليومية للمواطنين والمقيمين.

نحو مدينة ذكية ومستدامة

يندرج مشروع "مواقف الرياض" ضمن الرؤية الأوسع التي تتبناها المدينة للتحول إلى نموذج للمدن الذكية، عبر اعتماد حلول تقنية مستدامة تعزز من كفاءة الخدمات العامة وتدعم أهداف رؤية السعودية 2030.

هذه الخطوة تمثل تحول نوعي في إدارة البنية التحتية الحضرية، إذ تجمع بين التنظيم المروري والتقنيات الحديثة لتقديم تجربة حضرية أكثر راحة وتنظيم للسكان والزوار، بما يواكب طموحات العاصمة في أن تكون مدينة عالمية تجمع بين الكفاءة والرفاهية.