تقارير رسمية تكشف أرقام غير متوقعة عن أرباح صندوق الاستثمارات السعودي عن أول 9 شهور في 2025

أرقام غير متوقعة عن أرباح صندوق الاستثمارات السعودي عن أول 9 شهور في 2025
  • آخر تحديث

في سياق الأداء المصرفي المميز الذي يشهده القطاع البنكي في المملكة، أعلن بنك BSF عن نتائجه المالية للتسعة أشهر الأولى من عام 2025، والتي عكست استمرار النمو في مختلف مؤشرات الأداء التشغيلي والمالي.

أرقام غير متوقعة عن أرباح صندوق الاستثمارات السعودي عن أول 9 شهور في 2025 

وجاءت النتائج لتؤكد متانة المركز المالي للبنك وقدرته على تحقيق أرباح مستقرة رغم التحديات الاقتصادية العالمية.

وأوضح بدر السلوم، الرئيس التنفيذي للبنك، أن هذه الفترة شهدت تسجيل زيادة لافتة في صافي الدخل بنسبة 19% مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، مدفوعة بتحسن الدخل التشغيلي، وانخفاض تكلفة المخاطر، واستمرار نمو الإقراض في قطاعات الأفراد والشركات.

وأضاف أن البنك يسير بخطى ثابتة نحو إطلاق خطة استراتيجية جديدة خلال النصف الأول من عام 2026، ترسم ملامح المرحلة القادمة من مسيرته التطويرية في السوق المصرفية السعودية.

نمو متوازن في الدخل التشغيلي والإيرادات

أظهر البنك خلال الفترة محل التقرير ارتفاع ملحوظ في إجمالي الدخل التشغيلي ليبلغ 7,916 مليون ريال سعودي، بنسبة نمو 12% على أساس سنوي، مدعوم بزيادة مزدوجة في الدخل من الفوائد وغير الفوائد.

وارتفع صافي دخل الفوائد بنسبة 11% ليصل إلى 6,476 مليون ريال، نتيجة نمو متوسط الأصول المولدة للفوائد وتوسع عمليات الإقراض.

كما شهد الدخل غير القائم على الفوائد ارتفاع بنسبة 16% ليصل إلى 1,439 مليون ريال، بفضل المكاسب المحققة من الاستثمارات، وتحسن عوائد العملات الأجنبية، وارتفاع الرسوم والعمولات على الخدمات المصرفية.

تحسن الكفاءة التشغيلية وانخفاض المصروفات

رغم توسع الأنشطة التشغيلية، تمكن البنك من الحفاظ على كفاءة عالية في إدارة المصروفات، حيث ارتفعت التكاليف التشغيلية بنسبة محدودة بلغت 6% لتصل إلى 2,594 مليون ريال، نتيجة الزيادة في المصروفات العامة والإدارية.

وفي المقابل، انخفضت هذه المصروفات بنسبة 2% على أساس ربعي بفضل الترشيد في تكاليف الموظفين والاستهلاك.

ونتيجة لذلك، تحسنت نسبة التكلفة إلى الدخل بمقدار 165 نقطة أساس لتصل إلى 32.8%، ما يعكس نجاح البنك في ضبط النفقات وتحقيق كفاءة تشغيلية مستدامة.

تراجع في تكلفة المخاطر ومؤشرات جودة الأصول

أثبتت سياسة إدارة المخاطر في BSF فعاليتها خلال الفترة، إذ انخفض مخصص انخفاض القيمة بنسبة 9% ليبلغ 752 مليون ريال، مما ساهم في خفض تكلفة المخاطر إلى 0.44% بانخفاض 12 نقطة أساس مقارنة بالعام الماضي.

كما واصلت محفظة القروض نموها الصحي لتصل إلى 215.6 مليار ريال بزيادة 7% على أساس سنوي، مع بقاء مستويات التعثر محدودة وتغطية قوية للمخاطر.

نمو في الأصول واستقرار في ودائع العملاء

بلغ إجمالي أصول البنك بنهاية سبتمبر 2025 نحو 314.9 مليار ريال سعودي، مسجل ارتفاع بنسبة 9% مقارنة بنهاية ديسمبر 2024، مدفوع بنمو الإقراض والاستثمارات.

كما توسعت محفظة الاستثمارات بنسبة 8% منذ بداية العام لتصل إلى 65.8 مليار ريال.

وفي المقابل، استقرت ودائع العملاء عند مستوى 185.9 مليار ريال، إذ عوض ارتفاع الودائع غير ذات العائد الانخفاض الطفيف في الودائع ذات العائد، مما حافظ على مستوى السيولة ضمن نطاق آمن ومستقر.

أداء مالي يعزز العائد على حقوق المساهمين

حقق البنك صافي دخل بلغ 4,094 مليون ريال خلال التسعة أشهر الأولى من عام 2025، بنسبة نمو 19% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، وهو ما انعكس إيجابا على العائد على حقوق الملكية الذي بلغ 10.9% بزيادة 39 نقطة أساس.

كما حافظ البنك على هامش صافي الفائدة عند مستوى 3.05% بانخفاض طفيف قدره نقطة أساس واحدة، مع بقاء رأس المال والسيولة ضمن مستويات قوية تضمن مرونة مالية عالية واستقرار تشغيلي طويل الأمد.

طرح ناجح للسندات وتعزيز الثقة الدولية

شهد الربع الثالث من العام إصدار البنك لسندات من الشريحة الثانية بقيمة مليار دولار أمريكي، حظيت بتغطية تجاوزت أربعة أضعاف حجم الطرح، ما يعكس ثقة المستثمرين الدوليين في قوة المركز المالي للبنك واستقراره.

وتؤكد هذه الخطوة قدرة BSF على تنويع مصادر التمويل وتعزيز قاعدته الرأسمالية بما يدعم استدامة عملياته المستقبلية.

الالتزام بالمسؤولية المجتمعية وتعزيز الأثر الإيجابي

لم يقتصر نجاح البنك على الأداء المالي فحسب، بل امتد ليشمل مبادرات المسؤولية الاجتماعية من خلال إطلاق برنامج «أثر»، وهو منصة شاملة توحد جهود البنك في المجالات البيئية والاجتماعية.

وشهد الربع الثالث توقيع شراكات استراتيجية ضمن هذا البرنامج مع مؤسسات حكومية وخاصة محلية ودولية، من أبرزها التعاون مع معهد مسك للفنون التابع لمؤسسة محمد بن سلمان الخيرية، في خطوة تهدف إلى دعم المواهب الوطنية والإسهام في إثراء المشهد الفني والثقافي في المملكة العربية السعودية.

نظرة مستقبلية واستراتيجية نمو جديدة

اختتم بدر السلوم تصريحه بالتأكيد على أن المرحلة المقبلة ستشهد إطلاق استراتيجية جديدة للبنك في النصف الأول من عام 2026، تركز على تعزيز الابتكار الرقمي وتوسيع نطاق الخدمات المصرفية الموجهة للأفراد والشركات، إلى جانب تطوير أدوات التمويل المستدام.

وأشار إلى أن BSF يسعى لأن يكون أكثر من مجرد مؤسسة مالية، بل كيان مؤثر في دعم التنمية الوطنية وتحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030 من خلال الجمع بين الأداء المالي القوي والمسؤولية الاجتماعية المتكاملة.