أمر أمير منطقة القصيم، الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود، بإحالة القضية المثيرة للجدل حول تبديل جثمان في مستشفى الرس إلى النيابة العامة، واتخاذ الإجراءات النظامية الكاملة ضد كل من يثبت تورطه في هذا الخطأ المأساوي.

تطورات عاجلة في ملف تبديل جثث الموتى في القصيم

في بيان رسمي صدر عن إمارة القصيم، جاء أن اللجنة التي شكلها الأمير فور صدور التوجيهات، باشرت مهامها، ورفعت توصياتها في القصور الذي ظهر في إجراءات تسليم واستلام الجثامين إلى الجهات العليا، بناء على ما توصلت إليه اللجنة من ملاحظات، وجه أمير القصيم باتخاذ الخطوات التالية:

• إحالة القضية إلى النيابة العامة لاتخاذ ما يلزم من إجراءات قانونية.
• مراجعة كافة الاتفاقيات المبرمة بين الجهات المشاركة في تسليم الجثامين لضمان اشتراطات أكثر صرامة.
• تطبيق نظام مزاولة المهن الصحية على الممارسين الصحيين الذين ثبت تجاوزهم أو مخالفتهم، واتخاذ العقوبات النظامية ضدهم.

خلفية الحادثة وما كشفته التحقيقات

وفق ما نقلته وسائل إعلام محلية، فإن الحادثة تعود إلى أن مستشفى الرس العام سلم جثمان فتاة لعائلة أخرى عن طريق الخطأ، حيث تم غسلها ودفنها دون علم ذويها.

وعندما حضر أفراد الأسرة لأداء مراسم الدفن، اكتشفوا أن الجثمان لا يعود لابنتهم، بل لشاب بعمر التاسعة عشرة، الأمر الذي أثار موجة من الصدمة والغضب في المجتمع المحلي. 

أشارت التقارير إلى أن اللجنة المشكلة لم ترصد أي شبهة جنائية في الحادث، بل خلصت إلى أن الخطأ نجم عن إهمال وانخفاض في معايير الرقابة والإجراءات المتبعة داخل الجهة المعنية.

إلى جانب الإحالة القضائية، وجه أمير القصيم الجهات الصحية المعنية بوضع ضوابط أكثر حزماً في الإجراءات التنظيمية المرتبطة بالتعامل مع الجثامين.

تشمل تلك الضوابط مطابقة الهوية وبصمات الصوت أو المعايير الرقمية إذا توفرت، وإشراف مباشر من لجان محلية داخل المستشفيات لضمان وصول الجثمان إلى الجهة الصحيحة.

كما شدد على أن أي ممارس صحي ثبت مخالفته سيكون عرضة لتطبيق نظام مزاولة المهن الصحية، وهو ما يمثل رسالة واضحة بأن أي تقصير أو خطأ في هذا المجال لا يمكن التسامح معه.

الحادثة أثارت ردود فعل غاضبة من ذوي الفتاة والمجتمع المحلي، مطالبين بتحقيق عاجل وتقديم كل من تسبب في الخطأ إلى العدالة.

وقد لاقت التوجيهات الأميرية ترحيب واسع، إذ رأى كثيرون أنها خطوة ضرورية لاستعادة الثقة في المؤسسات الصحية وضمان حقوق الأسر في هذه الظروف الحساسة.

كما أكدت بعض الجهات الصحية أنها ستستغل هذه الواقعة لتحسين نظم التوثيق الإلكتروني ومراجعة الإجراءات الداخلية في أقسام المغاسل والمشرحات، لضمان تطابق صارم بين الجثمان والوثائق قبل تسليمه لأي جهة أو فرد. 

مع إحالة القضية إلى النيابة العامة وبدء الإجراءات القانونية، يبقى التحدّي الأكبر هو تحويل التوجيه إلى واقع ملموس يترجم إلى نظام متكامل يمنع تكرار مثل هذه الأخطاء مستقبلا.

تترقب الأوساط الصحية والمجتمعية بحذر نتائج التحقيقات وما ستسفر عنه العقوبات، على أمل أن تشكل هذه الواقعة نقطة تحوّل في كيفية التعامل مع ملف تسليم الجثامين في كل منشأة صحية بالمملكة.

المصادر



• CNN العربية: دفن جثمان فتاة بالخطأ ومحافظ القصيم يأمر بالتحقيق — https://arabic.cnn.com (CNN Arabic)