صداع بنزيما ينتقل من لوران بلان لمدرب الاتحاد الجديد والكشف عن سبب الأزمة

صداع بنزيما ينتقل من لوران بلان لمدرب الاتحاد الجديد والكشف عن سبب الأزمة
  • آخر تحديث

يبدأ البرتغالي سيرجيو كونسيساو رحلته مع نادي اتحاد جدة وسط أجواء مليئة بالضغوط والتحديات، حيث ينتظر المدرب اختبار حقيقي في أول ظهور آسيوي له مع الفريق، عندما يحل الاتحاد ضيف على الشرطة العراقي في الجولة الثالثة من دور المجموعات بدوري أبطال آسيا للنخبة.

صداع بنزيما ينتقل من لوران بلان لمدرب الاتحاد الجديد والكشف عن سبب الأزمة 

ويأتي هذا اللقاء بعد فترة صعبة عاشها الفريق الجداوي، تلقى خلالها خسارتين متتاليتين في البطولة، أمام الوحدة وشباب الأهلي الإماراتيين، ما جعله يقف عند نقطة الصفر في مشواره القاري حتى الآن.

الآمال كبيرة داخل البيت الاتحادي بأن تكون مواجهة الشرطة بداية جديدة تعيد الثقة إلى اللاعبين وتمنح كونسيساو فرصة لترتيب الأوراق وإظهار بصمته الفنية بعد أيام قليلة من توليه القيادة الفنية للفريق.

تاريخ من التغييرات الفنية

شهد الاتحاد خلال الفترة الماضية حالة من عدم الاستقرار الفني انعكست سلب على الأداء والنتائج. ففي المباراة الأولى للبطولة، قاد الفريق المدرب الفرنسي لوران بلان، الذي تمت إقالته مباشرة بعد خسارة الكلاسيكو المحلي أمام النصر بهدفين دون رد.

أما اللقاء الثاني فخاضه العميد تحت قيادة المدرب المؤقت حسن خليفة، قبل أن يعلن النادي عن التعاقد الرسمي مع كونسيساو ليتولى مهمة إنقاذ الموسم.

المباراة المقبلة أمام الشرطة ستكون أول اختبار آسيوي للمدرب البرتغالي وفرصته الحقيقية لفتح صفحة جديدة مع جماهير النادي.

معضلة الغيابات الهجومية

يدخل الاتحاد المواجهة وهو يعاني من أزمة هجومية حقيقية في ظل غياب الفرنسي كريم بنزيما الذي تعرض لإصابة قوية في الساق اليمنى، إلى جانب غياب الجناح الهولندي ستيفن بيرجوين بسبب وعكة صحية، والمدافع الشاب معاذ فقيهي الذي يعاني من التواء في الكاحل.

هذه الغيابات، خصوصا غياب بنزيما، تضع كونسيساو أمام اختبار معقد لإيجاد الحلول البديلة، إذ يعتمد الفريق بشكل كبير على القائد الفرنسي الذي يعد المحور الأساسي في منظومة الهجوم الاتحادي.

غياب القائد وتأثيره على الأداء

لا يقتصر دور بنزيما على تسجيل الأهداف فحسب، بل يتجاوز ذلك ليشمل القيادة داخل الملعب وتنظيم التحركات الهجومية والتأثير النفسي على زملائه بفضل خبرته الطويلة في الملاعب الأوروبية.

وجوده يمنح الفريق اتزان هجومي، إذ يمثل نقطة ارتكاز أساسية يبني عليها الفريق خططه سواء في صناعة اللعب أو إنهاء الفرص، ومع غيابه، يجد كونسيساو نفسه أمام مهمة مزدوجة: سد الفراغ الفني الكبير وإعادة الثقة لبقية عناصر الفريق.

صالح الشهري في دائرة الضوء

بحسب التقارير المحلية، من المنتظر أن يدفع كونسيساو بالمهاجم السعودي المخضرم صالح الشهري بديل لبنزيما في مواجهة الشرطة.

ورغم خبرته الكبيرة مع المنتخب والاتحاد، إلا أن الشهري لم يقدم الأداء المنتظر منه هذا الموسم، حيث تراجع مستواه مقارنة بالموسم الماضي الذي شهد له لحظات بارزة أبرزها هدفه الحاسم في ديربي جدة أمام الأهلي.

ويأمل الجهاز الفني في أن يستعيد الشهري مستواه السابق ويقدم نفسه كخيار هجومي جاد وليس مجرد بديل مؤقت للمهاجم الفرنسي.

لمسة كونسيساو المنتظرة

منذ توليه القيادة الفنية، حاول كونسيساو بث روح جديدة داخل الفريق، وأعاد الثقة لبعض اللاعبين الذين فقدوا بريقهم في عهد بلان، مثل صانع الألعاب الشاب أحمد الغامدي الذي بدأ يستعيد مستواه تدريجي.

ويرى المتابعون أن المدرب البرتغالي يمتلك القدرة على تطوير الشهري ومنحه الثقة ليكون جزء فعال في المنظومة الهجومية، لا سيما أن الفريق يفتقر إلى العمق الهجومي الكافي، في ظل اعتماد تشكيلته على الجناحين بشكل أكبر من المهاجمين الصرحاء.

التحديات المقبلة وجدول ناري

لن تتوقف اختبارات كونسيساو عند مواجهة الشرطة، فالفريق ينتظره جدول مزدحم ومواجهات نارية خلال شهر أكتوبر.

إذ سيخوض الاتحاد كلاسيكو مرتقب أمام الهلال في الرابع والعشرين من الشهر ذاته، ثم يصطدم بغريمه النصر في الثامن والعشرين ضمن منافسات كأس خادم الحرمين الشريفين.

هذه المباريات ستحدد إلى حد كبير ملامح مستقبل المدرب البرتغالي مع النادي، وستكشف ما إذا كان قادر على إعادة الفريق إلى سكة الانتصارات والمنافسة على الألقاب المحلية والقارية.

رحلة البحث عن الاستقرار

المرحلة الحالية تمثل نقطة تحول حاسمة في مسيرة اتحاد جدة، فبعد فترة من الاضطراب الفني، يأمل جمهور العميد في أن يكون كونسيساو هو الرجل المناسب لقيادة مشروع الإصلاح وإعادة الفريق إلى مكانته الطبيعية.

النجاح في مباراة الشرطة سيكون بمثابة الشرارة الأولى لبناء الثقة، أما الخسارة فستفتح الباب أمام تساؤلات جديدة حول مستقبل الفريق وقدرته على المنافسة هذا الموسم.