رسمياً: انخفاض أسعار العقارات في الرياض وسعر المتر يهوي من 13000 الى 1500 ريال في هذه المناطق

انخفاض أسعار العقارات في الرياض وسعر المتر يهوي من 13000 الى 1500 ريال في هذه المناطق
  • آخر تحديث

في تطور غير مسبوق خلال فترة لا تتجاوز 24 ساعة، شهدت العاصمة السعودية الرياض واحدة من أكبر التحولات في تاريخ سوق العقار، حيث تراجعت أسعار الأراضي بنسبة تجاوزت 88% بعد قرار حكومي حاسم غيّر مسار السوق بالكامل.

انخفاض أسعار العقارات في الرياض وسعر المتر يهوي من 13000 الى 1500 ريال في هذه المناطق 

القرار الذي صدر عن الجهات المختصة حدد السعر الأقصى للمتر الواحد من الأراضي عند 1500 ريال فقط، بعدما كان يتداول في السابق بنحو 13 ألف ريال، مما أحدث صدمة قوية في أوساط المستثمرين والمطورين العقاريين الذين وجدوا أنفسهم أمام واقع جديد يستدعي إعادة ترتيب سريع لمحافظهم الاستثمارية وخططهم المالية.

ردود الفعل بين المستثمرين والمواطنين

الصدمة التي أحدثها القرار تباينت آثارها بين فئات السوق المختلفة؛ فبينما سادت حالة من القلق والارتباك في أوساط المستثمرين الذين رأوا في الخطوة تهديد مباشر لقيمة أصولهم، استقبل المواطنون الباحثون عن السكن القرار بارتياح كبير.

كثير من العائلات التي كانت ترى امتلاك منزل حلم بعيد المنال باتت الآن ترى في هذا التراجع الكبير فرصة حقيقية لتحقيق الاستقرار السكني بأسعار أكثر عدل.

من جانبه، أوضح المختص في القطاع العقاري داود المقرن أن القرار من شأنه أن يحقق توازناً أكثر عقلانية بين العرض والطلب في السوق، مضيف أن المرحلة المقبلة ستشهد انحسار المضاربات العقارية التي كانت وراء تضخم الأسعار بشكل غير مبرر خلال السنوات الماضية.

خلفيات الأزمة العقارية

يأتي هذا القرار في ظل تفاقم أزمة الإسكان في المملكة خلال السنوات الأخيرة، نتيجة المضاربات المفرطة وارتفاع الأسعار إلى مستويات تجاوزت قدرة معظم المواطنين.

ومع تزايد الضغوط الاقتصادية والاجتماعية، اتجهت الحكومة إلى التدخل المباشر بهدف إعادة ضبط السوق وتحقيق أهداف رؤية المملكة 2030 التي تركز على تمكين المواطنين من تملك السكن وتعزيز العدالة الاقتصادية.

القرار الأخير لا يعد خطوة معزولة، بل امتداد لسلسلة من السياسات التنظيمية الهادفة إلى تصحيح المسار، شبيهة بالإجراءات التي اتخذت سابقا في أسواق الأسهم والسلع عندما شهدت موجات مضاربة مماثلة.

الآثار الاقتصادية والاجتماعية

من المتوقع أن يسهم هذا الانخفاض الكبير في تخفيض تكاليف البناء بشكل ملموس، مما يفتح الباب أمام مشاريع إسكانية أكثر تنوع وشمولية.

كما سيؤدي إلى تحسين القوة الشرائية للأفراد وزيادة فرص التملك في الفئات المتوسطة والمنخفضة الدخل.

في المقابل، يُتوقع أن تواجه بعض الشركات والمستثمرين ضغوط مالية نتيجة تراجع قيمة أصولهم العقارية، وهو ما قد يدفعهم إلى إعادة هيكلة استثماراتهم أو التوجه نحو قطاعات أكثر استقرار.

أما المطورون العقاريون، فسيكون عليهم التكيف مع الأسعار الجديدة ووضع نماذج عمل أكثر استدامة ترتكز على الكفاءة بدلا من المضاربة.

فرصة جديدة للسوق ومستقبل غامض للمضاربين

القرار فتح الباب أمام ما يمكن وصفه بمرحلة جديدة من التاريخ العقاري في السعودية، حيث يُتوقع أن تمتد هذه السياسة إلى مدن أخرى بعد نجاحها المبدئي في الرياض.

وبينما ينظر المواطنون إلى القرار على أنه بداية لتصحيح طال انتظاره، يشعر المضاربون بأن زمن الأرباح السريعة قد انتهى.

المرحلة المقبلة ستكشف مدى قدرة السوق على التكيف مع الواقع الجديد، فإما أن يرسخ هذا القرار عصر الاستقرار والعقلانية في سوق العقار السعودي، أو أن يفتح الباب أمام موجة جديدة من التحديات الاقتصادية التي ستختبر مرونة المستثمرين والمطورين على حد سواء.