السعودية تحدد بالهجري والميلادي يوم وقفة عرفات وعيد الاضحى 1446 - 2025

يعد عيد الأضحى المبارك أحد أبرز وأهم المناسبات في التقويم الإسلامي، حيث يترقبه المسلمون في شتى أنحاء العالم بقلوب مفعمة بالإيمان والفرح.

السعودية تحدد بالهجري والميلادي يوم وقفة عرفات وعيد الاضحى

ويتجدد فيه معنى الطاعة والخضوع لله، من خلال إحياء ذكرى امتثال نبي الله إبراهيم عليه السلام لأمر ربه بالتضحية بابنه إسماعيل عليه السلام، وهي الحادثة التي جسدت أعلى معاني الإيمان والتسليم، ليأتي الفداء الإلهي بكبش عظيم، وتصبح الأضحية منذ ذلك الوقت شعيرة من شعائر الإسلام.

وفي المملكة العربية السعودية، تحظى هذه المناسبة بمكانة خاصة في قلوب المواطنين والمقيمين، فهي لا تقتصر على الطقوس الدينية فحسب، بل تمثل موسم للتواصل الاجتماعي، والتقرب إلى الله، ونشر روح التضحية والتراحم.

الموعد الفلكي المتوقع لعيد الأضحى المبارك 2025 في المملكة

بحسب الحسابات الفلكية الأولية، يتوقع أن يحل أول أيام عيد الأضحى المبارك لعام 2025 في السعودية يوم الجمعة الموافق 6 يونيو 2025 ميلادي، والذي يصادف العاشر من شهر ذي الحجة لعام 1446 هجري.

أما يوم وقفة عرفات، وهو اليوم الأعظم في شعائر الحج، فسيكون بحسب التقديرات الفلكية يوم الخميس الموافق 5 يونيو 2025 ميلادي، أي التاسع من ذي الحجة.

ومن المنتظر أن تقوم الجهات الرسمية في المملكة العربية السعودية، وفي مقدمتها المحكمة العليا، بتحري هلال شهر ذي الحجة مساء الثلاثاء 27 مايو 2025، وذلك لإعلان الموعد الرسمي لبداية الشهر، وبالتالي تأكيد تاريخ وقفة عرفات وأيام العيد بشكل نهائي.

أيام الإجازة الرسمية لعيد الأضحى 2025 في السعودية

تحظى عطلة عيد الأضحى في السعودية بأهمية كبيرة على مستوى الأسرة والمجتمع، حيث تمنح إجازة رسمية للعاملين في كلا القطاعين العام والخاص، وتبدأ هذه الإجازة وفق النظام المعمول به في المملكة من يوم وقفة عرفات (الخميس 5 يونيو 2025)، وتستمر حتى يوم الأحد 8 يونيو 2025.

وتعتبر هذه الإجازة من أطول الإجازات الرسمية خلال العام، ما يتيح للعائلات السعودية والمقيمة قضاء وقت أطول مع أحبائهم، وأداء مناسك العيد في أجواء روحانية وعائلية مميزة، بالإضافة إلى تنظيم زيارات عائلية موسعة، وتجديد العلاقات الاجتماعية التي تشكل ركيزة أساسية في المجتمع الإسلامي.

البعد الديني والروحي لعيد الأضحى

عيد الأضحى ليس مجرد احتفال موسمي، بل هو رمز عميق لمعاني التضحية والطاعة والتسليم المطلق لأوامر الله.

ففي هذا اليوم المبارك، يستحضر المسلمون قصة النبي إبراهيم عليه السلام وابنه إسماعيل عليه السلام، حين قدما أعظم نموذج للتفاني في سبيل الله، وهو ما جسدته الأضحية كعبادة عظيمة تؤدى في هذا اليوم الجليل، تقرب لله، ومشاركة للفقراء والمحتاجين في خيراتها.

ويحمل العيد في جوهره رسالة اجتماعية عميقة، تتجلى في نشر روح التكافل والتراحم والتآزر بين المسلمين، من خلال توزيع لحوم الأضاحي، وتبادل الزيارات، وتقديم العون للمحتاجين، ما يضفي على المناسبة طابع إنساني راقي يفوق حدود الاحتفال المادي.

خطوات الاستعداد الأمثل لعيد الأضحى

يعد الاستعداد المبكر لعيد الأضحى جزء مهم من تعظيم هذه الشعيرة، ويشمل ذلك العديد من الجوانب التي تساعد على أداء العبادات بيسر، وقضاء العيد في أجواء آمنة ومريحة، وفيما يلي أبرز النصائح التي يستحسن اتباعها:

• التخطيط المبكر للأضحية
  • ينبغي للمسلم أن يبدأ بالبحث عن الأضحية وشرائها قبل أيام من العيد، مع مراعاة شروط الشريعة الإسلامية في اختيار الأضحية السليمة الخالية من العيوب، كما ينصح بالاتفاق مسبقا مع المسالخ المعتمدة أو الموزعين الموثوقين.
• الاهتمام بالنظافة والصحة العامة
  • في ظل التزايد الكبير في أعداد الأضاحي، يجب مراعاة الاشتراطات الصحية، من حيث اختيار مكان مناسب للذبح، والتخلص الآمن من المخلفات، حفاظ على البيئة والصحة العامة، وتفادي أي مصادر للتلوث أو انتشار الأمراض.
• تعزيز التواصل الأسري والاجتماعي
  • يشكل عيد الأضحى فرصة نادرة لتقوية أواصر المحبة بين الأقارب والأصدقاء، حيث تتجدد العلاقات من خلال اللقاءات العائلية والزيارات وتبادل التهاني، في مشهد اجتماعي يحمل في طياته مشاعر الألفة والرحمة.

عيد الأضحي

يستقبل المسلمون في المملكة العربية السعودية، كما في سائر البلدان الإسلامية، عيد الأضحى المبارك بأجواء مفعمة بالفرح والإيمان، ويعيشون خلاله لحظات روحانية فريدة تجسد التواضع أمام الله، والكرم تجاه الناس، والعطف على المحتاجين.

فهو ليس عيد فردي، بل موسم خير جماعي يظهر فيه المسلمون أجمل ما لديهم من قيم وسلوكيات.

ومع اقتراب هذه المناسبة العظيمة، تتوجه القلوب بالدعاء بأن يعيده الله على الأمة الإسلامية بالعزة والنصر، وعلى المملكة بالأمن والاستقرار، وعلى كل بيت بالبركة والسرور، وأن يُتقبل من المسلمين حجهم وأضاحيهم وسائر أعمالهم الصالحة.