القصة الكاملة لأزمة تبادل جثث الموتى في القصيم

القصة الكاملة لأزمة تبادل جثث الموتى في القصيم
  • آخر تحديث

شهدت محافظة الرس في منطقة القصيم حادثة صادمة أثارت جدل واسع في الأوساط الاجتماعية والصحية، بعدما اكتشفت إحدى الأسر أن جثمان ابنتها تم دفنه بالخطأ قبل الموعد المحدد ودون علم ذويها.

القصة الكاملة لأزمة تبادل جثث الموتى في القصيم

وتعود تفاصيل الواقعة إلى مستشفى الرس العام، حيث تبين أن خطأ إداري أدى إلى تسليم الجثمان الخطأ لعائلة أخرى، ما تسبب في دفن الفتاة في غير موعدها واستلام أسرة أخرى جثمان لا يمت لها بصلة.

تفاصيل الواقعة من داخل المستشفى

وبحسب ما أفادت به الأسرة المتضررة، فإنهم كانوا قد نسقوا مع مغسلة الموتى في المحافظة على أن يتم الدفن عصر يوم الأحد الماضي، إلا أنهم عند حضورهم فوجئوا بأن الجثمان الموجود في المغسلة لا يعود لابنتهم، وإنما لشاب يبلغ من العمر 19 عام.

وبعد مراجعة إدارة المستشفى، تبين أن جثمان ابنتهم تم تسليمه عن طريق الخطأ لعائلة أخرى ودفنه قبل موعده دون إشعارهم، الأمر الذي تسبب في حالة من الصدمة والاستياء داخل الأسرة والمجتمع المحلي.

تدخل عاجل من أمير القصيم

وعلى إثر الحادثة، وجه صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز، أمير منطقة القصيم، بتشكيل لجنة عاجلة للتحقيق في الواقعة، والرفع بنتائج التحقيق بشكل فوري، مع التأكيد على محاسبة جميع المقصرين وفقا للأنظمة والتعليمات.

وأكد سموه على ضرورة الالتزام بأعلى معايير الدقة والمسؤولية في التعامل مع جثامين الموتى، لما تمثله هذه المسائل من أبعاد إنسانية ودينية تتطلب أقصى درجات العناية والاحترام.

من جانبها، أعلنت وزارة الصحة عن فتح تحقيق داخلي شامل في مستشفى الرس العام لمعرفة ملابسات الخطأ، ومراجعة الإجراءات المتبعة في حفظ وتسليم الجثامين، لضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث مستقبلا.

وأكدت الوزارة أن ما حدث لا يمثل معايير العمل في القطاع الصحي، وأنها ستتخذ الإجراءات النظامية بحق المتسببين، مع توجيه جميع المستشفيات في المملكة بتشديد الرقابة على أقسام الثلاجات والمشارح.

وأثارت الحادثة موجة غضب واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث طالب العديد من المواطنين بضرورة محاسبة المسؤولين عن الخطأ ومراجعة أنظمة تسليم الجثث في المستشفيات.

وأشار مغردون إلى أن مثل هذه الحوادث تمس الثقة بالمؤسسات الصحية، داعين إلى تطبيق أنظمة صارمة وتوظيف تقنيات رقمية للتحقق من هوية الجثمان قبل التسليم والدفن.

وأوضحت أسرة الفتاة في تصريحات صحفية أن ما حدث كان مؤلمًا للغاية، خاصة حين علموا أن جثمان ابنتهم دفن دون حضورهم، مشيرين إلى أنهم تلقوا تعهدات رسمية بمتابعة التحقيق حتى نهايته.

كما أكدوا ثقتهم في توجيهات أمير المنطقة وحرصه على تحقيق العدالة ومعاقبة المقصرين، معربين عن أملهم في ألا تتكرر مثل هذه الأخطاء في أي منشأة صحية أخرى.

في المقابل، شددت إدارة الشؤون الصحية في القصيم على أنها ستعمل على مراجعة جميع الإجراءات التنظيمية في المستشفيات التابعة لها، خصوصا ما يتعلق بإجراءات تسليم الجثث وتوثيقها إلكترونيا، لضمان أن تمر كل حالة عبر سلسلة تحقق دقيقة تشمل مطابقة البيانات، وإشراف مباشر من لجان مختصة.

وأكدت أن الحادثة ستتخذ كدرس مؤلم لتطوير أنظمة الجودة والسلامة في القطاع الصحي بالمنطقة.

المصادر