أهم 3 أرقام لم ينتبه لها الكثيرون في تقرير الربع الرابع لأرامكو

أهم 3 أرقام لم ينتبه لها الكثيرون في تقرير الربع الرابع لأرامكو
  • آخر تحديث

في مشهد يعكس ديناميكية الاقتصاد النفطي العالمي، كشفت شركة الزيت العربية السعودية "أرامكو السعودية" عن نتائجها المالية الأولية للربع الثالث من عام 2025، والتي أظهرت تراجع طفيف في صافي الأرباح بنسبة 2.27% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.

أهم 3 أرقام لم ينتبه لها الكثيرون في تقرير الربع الرابع لأرامكو 

وبلغ صافي الربح نحو 101.02 مليار ريال سعودي (26.94 مليار دولار) مقابل 103.37 مليار ريال (27.56 مليار دولار) في الربع الثالث من 2024.

وعلى الرغم من هذا التراجع الطفيف، إلا أن النتائج تجاوزت توقعات المحللين الذين قدروا الأرباح عند 96 مليار ريال، ما يعكس مرونة الشركة وقدرتها على مواجهة تقلبات أسعار النفط والمنتجات المكررة.

كما سجلت أرامكو ارتفاع لافت في صافي أرباحها على أساس فصلي بنسبة 18.82% مقارنة بالربع الثاني من 2025، الذي بلغ خلاله صافي الربح نحو 85.02 مليار ريال، ما يدل على تحسن تدريجي في الأداء المالي بفضل إدارة فعالة للتكاليف وزيادة في بعض أنشطة الإنتاج والتكرير.

توزيعات أرباح قياسية تعزز ثقة المستثمرين

أعلنت أرامكو السعودية عن توزيعات أرباح ضخمة بقيمة 80.12 مليار ريال للربع الثالث من 2025، في خطوة تؤكد التزام الشركة بسياساتها المستقرة في العوائد وتعزيز ثقة المستثمرين المحليين والدوليين.

وتمثل هذه التوزيعات استمرار لنهج أرامكو في تحقيق التوازن بين الاستثمار في النمو المستقبلي وتوفير عوائد مجزية للمساهمين.

تحليل أسباب التراجع الطفيف في الأرباح

أوضحت الشركة في بيانها أن الانخفاض المحدود في صافي الربح السنوي جاء نتيجة تراجع الإيرادات والدخل الآخر المتعلق بالمبيعات، وهو ما قابله جزئيا انخفاض في تكاليف التشغيل، مما ساعد في الحد من أثر التراجع العام في الأسعار.

كما بلغ صافي الدخل المعدل 104.92 مليار ريال (27.98 مليار دولار) بعد إدخال تعديلات بلغت قيمتها نحو 3.91 مليار ريال، شملت تخفيضات في القيمة وتعديلات في ضرائب الدخل والزكاة.

أما الإيرادات الكلية، فقد بلغت 386.17 مليار ريال (102.98 مليار دولار) في الربع الثالث من 2025، مقارنة بـ416.63 مليار ريال (111.10 مليار دولار) في الفترة نفسها من العام الماضي.

ويعزى هذا الانخفاض إلى تراجع أسعار النفط الخام والمنتجات الكيميائية والمكررة، بالإضافة إلى انخفاض الكميات المتداولة، في حين ساهم ارتفاع حجم المبيعات لبعض المنتجات المكررة في تقليص أثر هذا الانخفاض.

تحسن التدفقات النقدية واستقرار النفقات الرأسمالية

شهدت أرامكو ارتفاع قوي في التدفقات النقدية الحرة بنسبة 55% على أساس فصلي لتصل إلى 88.4 مليار ريال، في حين ظلت النفقات الرأسمالية مستقرة عند مستوى 47 مليار ريال.

ويعكس هذا التوازن المالي قدرة الشركة على إدارة مواردها بفعالية، مع الحفاظ على مستويات إنفاق استراتيجية تدعم توسعها المستقبلي في مجالات الطاقة المتجددة والتقنيات المتقدمة في الإنتاج.

الأداء خلال الأشهر التسعة الأولى من 2025

على صعيد الأشهر التسعة الأولى من العام، سجلت أرامكو تراجع في صافي الأرباح بنسبة 9.87% لتصل إلى 283.58 مليار ريال (75.62 مليار دولار)، مقارنة بـ314.65 مليار ريال (83.91 مليار دولار) خلال الفترة ذاتها من 2024.

وبلغ صافي الدخل المعدل 295.68 مليار ريال، بعد تعديلات بقيمة 12.10 مليار ريال شملت انخفاضات في القيمة وتعديلات على نتائج المشاريع المشتركة والشركات الزميلة، إضافة إلى تعديلات ضريبية وزكوية.

وبلغت الإيرادات الإجمالية خلال التسعة أشهر 1.17 تريليون ريال (312.17 مليار دولار)، مقابل 1.24 تريليون ريال (331.83 مليار دولار) للفترة نفسها من العام السابق.

ويعود الانخفاض بشكل رئيس إلى تراجع أسعار النفط الخام والمنتجات الكيميائية، مع تعويض جزئي من ارتفاع الكميات المباعة من بعض المنتجات المكررة.

رؤية تحليلية لأداء الشركة

أكد جاسم الجبران، رئيس قسم الأبحاث في شركة الجزيرة كابيتال، أن نتائج الربع الثالث جاءت أفضل من التوقعات، مشيرا إلى أن الأداء كان مدعوم بتحسن البيئة التشغيلية وزيادة كميات الإنتاج.

وأضاف أن انخفاض الإيرادات على أساس سنوي يعود بشكل رئيس إلى تراجع أسعار النفط بنحو 12% مقارنة بالربع المماثل من العام الماضي، إلا أن الأداء التشغيلي القوي ونمو قطاع التنقيب والإنتاج بنسبة تفوق 15% شكلا مفاجأة إيجابية فاقت التوقعات.

أرامكو بين الاستقرار والنمو المستقبلي

تعكس نتائج الربع الثالث من عام 2025 قدرة أرامكو السعودية على تحقيق أداء متوازن في ظل تقلبات الأسواق العالمية، مع استمرارها في توزيع أرباح مجزية والحفاظ على متانة مركزها المالي.

ومن خلال استراتيجيتها المتكاملة التي تجمع بين كفاءة التشغيل، والتوسع في الاستثمارات المستدامة، واستغلال فرص النمو في قطاعات الطاقة الجديدة، تواصل الشركة ترسيخ مكانتها كأكبر منتج ومصدر للطاقة في العالم، ورمز رئيسي لقوة الاقتصاد السعودي في مرحلة التحول العالمي نحو الطاقة المتجددة.