الكشف عن مصير مطار الملك خالد بعد افتتاح مطار الملك سلمان

الكشف عن مصير مطار الملك خالد بعد افتتاح مطار الملك سلمان
  • آخر تحديث

أعلنت السلطات السعودية تفاصيل مصير مطار الملك خالد الدولي في مدينة الرياض عقب البدء الفعلي لـ مطار الملك سلمان الدولي، في إطار الخطط الطموحة لتطوير البنية التحتية الجوية ضمن رؤية المملكة 2030.

الكشف عن مصير مطار الملك خالد بعد افتتاح مطار الملك سلمان

وقالت الإدارة المعنية إن مطار الملك خالد سيحول تدريجي إلى محور خدماتي ولوجستي وتجاري، مع الاستمرار في تشغيل بعض مرافقه الحالية حتى اكتمال الانتقال الكامل إلى المطار الجديد.

تحويل تدريجي للمهام التشغيلية

وفق ما ورد في تصريحات رسمية، سيتم دمج مكونات مطار الملك خالد مع البنية التحتية الخاصة بمطار الملك سلمان للاستفادة من المحطات التشغيلية القائمة وتسهيل الانتقال في مراحل متعددة دون تعطل حركة المسافرين أو الشحن.

وتعد هذه الاستراتيجية أحد أهم نقاط التميز التي اعتمدتها المملكة لتفادي توقف الخدمات أثناء الانتقال، وما يعزز هذا التوجه أن مشروع المطار الجديد يبنى "امتداد" للمطار القائم وليس من الصفر، ما يسهل البدء المباشر ببعض المرافق. 

من بين الخطة المعتمدة أن يتم الاحتفاظ بتركيب المحطات والمباني التابعة لمطار الملك خالد، وتحويل البعض منها إلى مراكز لوجستية، وخدمات الطيران الخاص، والمناطق المساندة، في حين سيتم توجيه مجمل حركة الركاب الدولية والمحلية تدريجي إلى المطار الجديد بمجرد اكتمال المراحل التشغيلية.

دور مطار الملك خالد في المرحلة الوسطية

وفي هذه المرحلة الانتقالية، سيواصل مطار الملك خالد أداء بعض مهام الطيران والعمل اللوجستي حتى اكتمال مطار الملك سلمان، بحسب ما أكده مسؤولون في الشركة القائمة على تطوير المطار الجديد.

وأوضحوا أن مطار الملك خالد ليس موقوف وإنما سيعيش تحول وظيفي ليصبح جزء من المركب الجوي الأكبر، ويمكن أن يمثل مركز لدعم التموين، الشحن، الطيران العام، أو حتى السياحة الجوية الخاصة. 

كما يتوقع أن تعاد تخصيص مساحات في مطار الملك خالد للمحطات الخلفية والبنى التحتية المساندة، مما يجعل معه مرونة أكبر عند تشغيل مطار الملك سلمان بكامل طاقته.

وبهذا، فإن مطار الملك خالد يعد حجر الزاوية في منظومة المطارات المستقبلية بالعاصمة، وليس مجرد مطار يغلق أو يترك مهجور.

من المخطط أن يفتتح أول مرافق مطار الملك سلمان بحلول عام 2026، على أن يستكمل مطار الملك خالد دوره التدريجي حتى عام 2030 وما بعدها، حينما يتوقع أن يعمل المطار الجديد بكامل طاقته ويستوعب مئات ملايين المسافرين سنويا. 

وعلى صعيد الطاقة الاستيعابية، فإن مطار الملك سلمان يخطط له أن يتجاوز طاقته 120 مليون مسافر سنويا بحلول عام 2030، وحتى 185 مليون مسافر وبضائع متنوعة بحلول منتصف العقدين المقبلين، ما يعكس الأهمية الاستراتيجية للمشروع.

وهذا الانتقال الكبير يتطلب تنسيقا مكثفا بين الحكومة والقطاع الخاص، وإعادة تأهيل محافظات البنى التحتية، والنقل البري، وخدمات المطار المحيطة، وسيوفر أيضا فرص كبيرة في الوظائف والتجارة والخدمات اللوجستية، بما يدعم هدف المملكة في أن تصبح محور إقليمي للنقل والجذب السياحي والاقتصادي.

من جهة التحديات، فإن إدارة الانتقال بين المطارين يتطلب ضمان استمرارية العمليات مع الحدّ من التأثير على المسافرين والبضائع، وإعادة تصميم استعمال المطار القديم بطريقة مبتكرة لضمان عدم هدر الأصول القائمة.

ومن جهة الفرص، فإن تحويل مطار الملك خالد إلى مركز خدمات لوجستية أو طيران خاص يفتح آفاقا جديدة للاستثمار المحلي والأجنبي في محيط العاصمة.

وبينما يتابع المراقبون الإجراءات، يرى البعض أن خطة الانتقال إلى مطار الملك سلمان واعدة في تعزيز مكانة الرياض كمركز جوي عالمي، لكن التنفيذ العملي الفعلي لانتقال العمليات بالكامل إلى المطار الجديد سيعد اختبار حاسم لقدرة المملكة على إدارة مشاريع البنية التحتية الكبرى ضمن جداول زمنية ضاغطة.

وفي ظل هذه المعطيات، ينظر إلى مطار الملك خالد على أنه يلعب اليوم دور مرحلي حيوي ضمن خطة شاملة لبناء منظومة مطارات متقدمة في المملكة، لضمان أن الرياض ليست مجرد وجهة بل نقطة انطلاق حقيقية لسياحة ولوجستيا عالية الجودة.

المصادر