السعودية تعلن رسمياً استبدال نظام ساهر بنظام مراقبة جديد أكثر تقدماً وتطوراً

السعودية تعلن رسمياً استبدال نظام ساهر بنظام مراقبة جديد أكثر تقدماً وتطوراً
  • آخر تحديث

في إطار التحول الرقمي المتسارع الذي تشهده المملكة العربية السعودية ضمن رؤيتها الطموحة 2030، كشفت الإدارة العامة للمرور عن إطلاق نظام رقابة متطور يحمل اسم “الرقيب الذكي”، وهو مشروع تقني نوعي يعتمد على الذكاء الاصطناعي لمراقبة المركبات غير المؤمنة إلكترونيا بدقة عالية وبشكل آلي بالكامل.

السعودية تعلن رسمياً استبدال نظام ساهر بنظام مراقبة جديد أكثر تقدماً وتطوراً 

هذه الخطوة تمثل امتداد لسلسلة من الجهود الحكومية الرامية إلى رفع معايير السلامة على الطرق وتقليل نسب الحوادث المرورية التي تشكل تحدي كبير أمام أمن وسلامة المجتمع.

النظام الجديد لا يهدف فقط إلى فرض الرقابة والمخالفات، بل يسعى إلى تعزيز ثقافة الالتزام المروري وتحفيز السائقين على الالتزام بمتطلبات التأمين الإلزامي كجزء من المسؤولية المجتمعية لضمان حماية الأرواح والممتلكات العامة والخاصة.

آلية عمل نظام الرقيب الذكي

يعتمد النظام على بنية تقنية معقدة تقوم بتحليل كميات ضخمة من البيانات الواردة من أنظمة المرور المختلفة ومقارنتها مع قواعد بيانات شركات التأمين المعتمدة في المملكة.

وتتم هذه العملية بشكل دوري كل أسبوعين، حيث يتم رصد ملايين المركبات للتحقق من حالة التأمين الخاصة بها.

وفي حال اكتشاف مركبة غير مؤمنة خلال الفترة المحددة، يقوم النظام بتسجيل المخالفة تلقائياً بقيمة مالية تصل إلى 150 ريال دون أي تدخل بشري، ما يضمن دقة التطبيق ويمنع التلاعب أو الأخطاء الفردية.

وتؤكد الإدارة العامة للمرور أن الهدف الرئيس من هذه الآلية هو الوقاية وتعزيز الوعي، لا مجرد فرض الغرامات، إذ تسعى إلى ترسيخ سلوك مستدام لدى السائقين في متابعة وثائق التأمين وتجديدها في الوقت المحدد.

تكامل النظام مع استراتيجية التحول الرقمي

نظام “الرقيب الذكي” يأتي كخطوة متقدمة بعد نجاح أنظمة مراقبة سابقة مثل “ساهر”، الذي أسهم في تقليل نسب الحوادث المرورية بشكل ملحوظ خلال السنوات الماضية.

ومع هذا النظام الجديد، تتوسع دائرة الرقابة لتشمل بعد رقمي أكثر دقة وذكاء من خلال تقنيات التعلم الآلي وتحليل البيانات الضخمة.

وتندرج هذه المبادرات تحت مظلة التحول الرقمي الذي تتبناه وزارة الداخلية، والذي يهدف إلى تحسين كفاءة الخدمات الحكومية وتقليل الاعتماد على العنصر البشري في عمليات المراقبة والرصد.

كما يعزز “الرقيب الذكي” مبدأ الشفافية في تطبيق القوانين من خلال المراقبة المستمرة والدقيقة دون تمييز أو تدخل يدوي.

الأثر المتوقع على السلوك المروري

من المتوقع أن يسهم النظام الجديد في تغيير سلوك السائقين بشكل جذري، إذ سيجبرهم على مراجعة حالة تأمين مركباتهم بشكل منتظم لتجنب الغرامات المفاجئة.

كما سيؤدي إلى رفع مستوى الانضباط المروري في مختلف مناطق المملكة، خصوصا مع سهولة الوصول إلى بيانات المركبات عبر المنصات الإلكترونية مثل “أبشر”.

ويرى عدد من خبراء السلامة المرورية أن تطبيق “الرقيب الذكي” قد يساهم في خفض معدلات الحوادث بنسبة تصل إلى 25% خلال العام الأول، نتيجة زيادة الوعي بضرورة التأمين وتراجع حالات القيادة دون وثيقة تأمين سارية المفعول.

انعكاسات النظام على المجتمع والأمن المروري

يمثل إطلاق “الرقيب الذكي” خطوة استراتيجية في طريق بناء بيئة مرورية أكثر أمان، حيث يجمع بين التقنية الحديثة والرقابة الوقائية.

كما يخلق منظومة متكاملة تتعاون فيها الجهات الحكومية وشركات التأمين والمواطنون لتحقيق هدف واحد هو حماية الأرواح والممتلكات.

ومع توسع تطبيق النظام على مستوى المملكة، من المتوقع أن تتحول ثقافة القيادة من مجرد التزام قانوني إلى سلوك حضاري يعكس وعي المجتمع بأهمية السلامة العامة.

فالعين الإلكترونية التي لا تنام باتت جزء من منظومة متطورة تراقب وتحلل وتوجه، لتؤكد أن المستقبل في المملكة يقوم على الذكاء والالتزام والمسؤولية.