عاجل: قرار من البنك المركزي يغير أسعار صرف الريال السعودي مقابل الريال اليمني

قرار من البنك المركزي يغير أسعار صرف الريال السعودي مقابل الريال اليمني
  • آخر تحديث

يشهد القطاع المالي في اليمن تطورات متسارعة مع إعلان البنك المركزي عن قرار جديد يعد من أبرز الخطوات الرقابية في الآونة الأخيرة، حيث أصدر البنك تعميم رسمي يلزم جميع شركات ومنشآت الصرافة في البلاد بالالتزام بتسعيرة محددة لبيع وشراء الريال السعودي مقابل الريال اليمني.

قرار من البنك المركزي يغير أسعار صرف الريال السعودي مقابل الريال اليمني 

هذا القرار يأتي في وقت حساس تمر فيه الأسواق المحلية بتقلبات حادة، ما دفع السلطات النقدية إلى اتخاذ إجراءات أكثر صرامة لاحتواء المضاربات ومنع الانفلات في أسعار العملات الأجنبية.

وينظر إلى هذه الخطوة باعتبارها محاولة جادة لإعادة الثقة إلى العملة الوطنية وترسيخ استقرارها في ظل الظروف الاقتصادية المعقدة التي يعيشها البلد.

تحديد أسعار الصرف الجديدة

التعميم الصادر عن البنك المركزي اليمني تضمن تحديد دقيق لسعر صرف الريال السعودي، إذ تقرر أن يكون سعر الشراء عند مستوى 425 ريال يمني، في حين حُدد سعر البيع بـ428 ريال.

كما شدد البنك على ضرورة الالتزام الصارم بهذه التسعيرة في جميع المحافظات والمناطق الخاضعة لإشرافه، محذر من اتخاذ إجراءات قاسية بحق المخالفين، تصل إلى سحب التراخيص أو إيقاف النشاط بشكل كامل.

وأشار التعميم إلى أن الهدف من هذه الخطوة ليس فقط ضبط الأسعار، بل أيضا الحد من التفاوت الكبير بين أسعار البيع والشراء الذي ساهم في اتساع فجوة السوق السوداء خلال الأشهر الماضية.

انعكاسات القرار على السوق

أحدث القرار ردود فعل واسعة داخل الأوساط الاقتصادية والمصرفية، حيث اعتبره البعض خطوة ضرورية لإيقاف التدهور المتسارع في قيمة العملة المحلية، بينما أبدى آخرون تخوفهم من أن يؤدي إلى زيادة القيود على شركات الصرافة الصغيرة.

ومع ذلك، فإن المؤشرات الأولية تشير إلى تحسن طفيف في سعر صرف الريال اليمني عقب الإعلان عن القرار، ما يعزز التفاؤل بفعالية الإجراءات الأخيرة في تحقيق استقرار نقدي نسبي.

ويرى مراقبون أن نجاح البنك المركزي في تنفيذ هذا القرار سيتوقف على قدرته في فرض الرقابة الميدانية وضمان الالتزام الكامل من قبل الصرافين.

استمرار مساعي الإصلاح النقدي

ليست هذه المرة الأولى التي يتدخل فيها البنك المركزي بشكل مباشر لتنظيم السوق، فقد سبق أن اتخذ خطوات مشابهة في فترات سابقة، تضمنت إصدار تسعيرات موحدة في المحافظات المحررة بهدف كبح جماح المضاربات.

كما يعمل البنك على تنفيذ سياسات نقدية أكثر انضباط تهدف إلى استعادة التوازن بين العرض والطلب على العملات الأجنبية.

ويأتي القرار الأخير ضمن خطة أشمل يسعى من خلالها البنك إلى تعزيز كفاءة النظام المصرفي، وتحسين آليات الرقابة على تدفقات الأموال، وضمان استقرار سعر الصرف في المدى المتوسط.

تحديات وآفاق مستقبلية

رغم الإجراءات الصارمة، لا يزال البنك المركزي يواجه تحديات كبيرة تتمثل في ضعف الموارد المالية، وتعدد مراكز القرار الاقتصادي، وتنامي السوق الموازية التي تضعف أثر السياسات النقدية الرسمية.

ومع ذلك، يرى خبراء الاقتصاد أن الخطوات الأخيرة تمثل نقطة تحول في سعي البنك نحو استعادة السيطرة على السياسة النقدية، خصوصا إذا ترافقت مع إجراءات داعمة تشمل ضبط الإنفاق الحكومي وتنشيط حركة الصادرات.

ويأمل المواطنون أن تنعكس هذه التحركات على أسعار السلع والخدمات الأساسية، وأن تسهم في تحسين القدرة الشرائية للمواطن اليمني الذي يعاني من آثار التضخم وارتفاع الأسعار منذ سنوات.